14 سبتمبر 2025

تسجيل

هل سيستيقظ العرب..؟

27 يونيو 2017

هل العرب نائمون حقا، أم هم مسحورون، أم أن على قلوب أقفالها، ألا ينظر العرب القادة قبل الشعوب إلى هذا العالم المحيط بهم، القريب والبعيد في أقصى شرق آسيا وأقصى غرب الأمريكيتين، فهل يرون من دولة تخوض حربا مع نفسها، وهل تطارد حكومة أبناء شعبها كما نفعل، أو يفرحون لمصائبهم كما نفرح، وهل بقي هناك دولة يتخذ قرارها شخص واحد ويقرر مصيرها السياسي والاقتصادي والعسكري شخص واحد، وهل هناك دولة تقودها العواطف ومشاعر الكراهية والعصبية والقبيلية وثأر التاريخ وعقدة التطويع والتركيع كما هو عند العرب؟ أسئلة لا تحتاج الى إجابة بل تحتاج إلى قراءة تاريخية، واستشراف مستقبلي لمصير بلادنا بعد العشر سنوات القادمة، حيث يموت الكثير ويولد الكثير من القادة والمواطنين.إن القانون السياسي الأساسي المحكوم به في منظومة العلاقات الرسمية بين الدول والأنظمة العربية هو عدم التدخل بشؤون الدولة الأخرى، وهذا ما فتحنا أعيننا وآذاننا عليه منذ دخلنا عالم السياسة والصحافة قبل ثلاثين عاما في خضم الصراعات العربية مع أعدائهم الحقيقيين والمفترضين، وبقي هذا القانون العرفي هو الضابط الوحيد الحي حتى اليوم من بين آلاف الاتفاقات والمعاهدات والبيانات المشتركة التي تم التفاهم عليها وتوقيعها بين الدول العربية أو تحت مظلة الجامعة العربية، ومع هذا نرى اليوم مقبرة المعاهدات والاتفاقيات والتفاهمات الأدبية التي تحكم ما يسمى بالعلاقات الأخوية بين الدول العربية، ولكن يبدو أنه قد فارق الحياة ورحل مع الراحلين.لو حدث في أوروبا ما حدث خلال السنوات العشرين الماضية من نزاع وخلافات سياسية وتدخلات عسكرية في عالمنا العربي الصغير، فكيف نتخيل شكل العلاقات السياسية والاقتصادية والرفاه الاجتماعي والتطور العلمي والصناعي والتجاري والقوة العسكرية في الاتحاد الأوروبي اليوم، هل سيكون كما نراه اليوم في أوج تطوره رغم خطورة خروج بريطانيا من الاتحاد والأزمة اليونانية والتهديد الأمني من قبل العناصر الإجرامية باسم المسلمين، لا نعتقد ذلك، بل سيكون وضعهم أسوأ مما نحن عليه، ولكن هذا هو الفارق ما بيننا وبين العالم الأول، فهناك يسعى الجميع حكاما ومسؤولين وقيادات لخدمة الاتحاد وشعوب الاتحاد والحفاظ على أمنه وخدمة مصالحه المشتركة، لا التآمر على دولة ما أو حصارها أو تركيع وتطويع الناس كما يحدث في عالمنا العربي اليوم ودائما.إن الخطوة الأولى في تحقيق حلم الاستيقاظ من هذا السبات المتخلف الذي يعيشه عالمنا العربي، هي أن يفكر القادة في شيء واحد وهو أنهم بشر يموتون كما أنهم يأكلون ويشربون، وكما مات من هم قبلهم، ومن هم أقوى منهم عسكريا وشعبيا وأعمق تفكيرا، فالرئيس المصري جمال عبدالناصر الذي قاد مصر في ثلاثة حروب خاسرة، كان يعتبر نفسه قائدا للأمة العربية ومخلّصا لها ومحررا لشعوبها من التبعية الإمبريالية، وأشبع غروره حتى آخر لحظة في حياته حينما ودع آخر الزعماء العرب الذين حضروا قمة القاهرة 1971، ثم في أوج غروره مات فجأة، ولم يستيقظ !انظروا إلى الدول العربية وليس الخليج فقط، فهل نرى من نظام متصالح مع الآخر، بالطبع لا، ولكن ينطبق على المجتمعين منهم نظريا المثل الشعبي القائل:"رؤوس متوالفة وقلوب متخالفة"، ولذلك رأينا كيف تقتلع زوبعة بسيطة الخيمة الكبيرة بقرار فردي، فما هو ذنب الشعوب العربية لتصطف إجباريا مع أو ضد إخوتهم، فهل يستيقظ العرب؟.. كل عام والعرب في صحوة بمناسبة عيد الأحزان.