17 سبتمبر 2025
تسجيلإن الله خلق السموات والأرض بالحق، وطلب إلى الناس أن يبنوا حياتهم على الحق فلا يقولوا إلا الحق ولا يعملون إلا بالحق.وهكذا كان المجتمع الإسلامي قائماً على محاربة الظنون والإشاعات وأطراح الريب إن الحقائق الراسخة وحدها هي التي يجب أن تظهر وأن تعتمد في إقرارالعلاقات المختلفة.ولقد نعى القرآن الكريم على أقوام يجرون وراء الظنون فأفسدت حاضرهم ومستقبلهم بالأكاذيب فقال عز وجل: (إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس ولقدجاءهم من ربهم الهدى) وقال (وما لهم به من علم إن يتبعون إلا الظن وإن الظن لا يغني من الحق شيئاً). ولاحترام الإسلام الشديد للحق طارد الكذابين وشدد عليهم النكير فعن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي ما كان » الله عنها وصلى الله على زوجها أنها قالتمن خلق أبغض إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكذب).لذلك كانت العلامة الأولى للجماعة المسلمة هو صدق الحديث وضبط الكلام.أما الكذب والإفتراء فهي أمارات النفاق لأن الكذب رذيلة محضة تبين أن صاحبها قد تغلغل الفساد في نفسه.قد تكون هناك بعض الأعذار لمن يشعرون بالخوف في بعض المواقف، ولكنه لا عذر أبداً لمن يتخذون الكذب خلقاً ويعيشون به ومعه على استغفال الناس وخداعهم ، لذلك لما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أيكون المؤمن جباناً قال نعم قيل له أيكون المؤمن بخيلاً؟ قال : « نعم قيل له : أيكون المؤمن كذاباً؟ قال: لا لأن المؤمن يطبع على كثير من الخلال إلا الخيانة والكذب كما هو في مسند أحمد. لأن الكذاب رجل أو إنسان يريد مع سبق الإصرار أن يشوه الحقائق فيبعد القريب ويقرب البعيد ولديه القدرة عندما يكون الكذب طبعاً له أن يشوه تاريخ أشخاصوأمة ودين. وكلما اتسع نطاق ضرر الكذب إثر كذبة يشيعها أفاك كان الوزر عند الله أعظم فالحاكم الذي يكذب على شعبه والإعلامي الذي ينشر كذبته على الألوف أو الملايين والسياسي الذي يتملق الناس ويعطيهم الوعود الكاذبة والصور المقلوبة عن حقائق كبرى كل هؤلاء يرتكبون جرائم أشق على من لفقها وأسوأ عاقبة فقد روى الإمام البخاري أن رسول الله رأى ورؤيا -الأنبياء وحي- قال: رأيت الليلة رجلين أتياني قالا لي الحديث بطوله وفيه وأما الرجل الذي أتيت عليه بشرشرة شدقية إلى قفاه ومنخره إلى قفاه وعينه إلى قفاه فإنه الرجل يغدو من الحديث. «.... بيته فيكذب الكذبه تبلغ الآفاق وأشنع أنواع الكذب هو الكذب على دين الله وهذا النوع من الافتراء فاحش في حقيقته وخيم في نتيجته وهو ما يعني الكذب على الله ورسوله قال تعالى (إنّ الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون) وقال (ومن أظلم ممن افترى على الله الكذب).وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في صحيح إن كذباً علي ليس ككذب على أحد، فمن » : البخاري .« كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار ولا يخرج من هذا التحذير أحد لا سلطان ولا عالم ولا جاهل، فكل ما يدخل في دائرة الكذب والافتراء حتى الذي ابتدعه الجهال وجعلوه من الدين من محدثات لاأصل لها وعدها عوام الناس ديناً وهي في حقيقة أمرها أهواء ابتدعها مفرطون جهلة. وقد روى الإمام مسلم يكون » : في صحيحه إن النبي صلى الله عليه وسلم قال في آخر أمتي أناس دجالون كذابون... فإياكم وإياهم.وقد حرص الإسلام على غرس فضيلة الصدق حتى في نفوس الأطفال فعن عبدالله بن عامر قال: دعتني أمي يوماً ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد فيبيتنا فقالت: تعال أعطك فقال لها رسول الله صلى قالت: أردت أن «؟ ما أردت أن تعطيه » الله عليه وسلم أعطيه تمراً فقال لها : أما إنك لو لم تعطه شيئاً كتبت.« عليك كذبة فانظر أخي – أختي كيف يعلّم إمام الأنبياء وسيد أهل الصدق الأمهات والآباء أن ينشئوا أولادهم تنشئة يقدسون فيها الصدق ويتنزهون عن سوءة الكذب.وقد نهى الإسلام عن الكذب حتى لا يبقى لإنسان منفذ إلى الشرود عن الحقيقة فقال النبي صلى الله أنا زعيم ببيت في وسط الجنة لمن ترك » : عليه وسلملا يؤمن » وفي مسند أحمد « الكذب وإن كان مازحاً العبد الإيمان كله حتى يترك الكذب في المزاح والمراء وهناك أناس يتخذون المدائح الفارغة « وإن كان صادقاً والملق بضاعة يتملقون بها لمن يرجون خيره أو يخافون شره كشأن الكثير من الإعلاميين فيكيلون الثناء جزافاً و يهرفون بما لا يعرفون وربما قادهم البلاء إلى وصف الظلمة وسارقي حريات وأقوات الشعوب بالعدل.وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين