11 سبتمبر 2025
تسجيلمن منا لا يتذكر حكايات جدته ( أو أمه أو مربيته ) وهو صغير .. تلك الحكايات المثيرة عن الشخصيات الحقيقية أو الخيالية مثل " السندباد البحرى " و" الشاطر حسن " و" سندريلا " و " سنو وايت والأقزام السبعة " و " أليس فى بلاد العجائب " والثعلب المكار " و " الديك الذكى " وغيرها من القصص التى يتابعها الصغار بشغف ولا يحلو لهم النوم إلا على أحداث هذه القصص التى لا يملون من سماعها مهما تكررت مرات سماعهم لها.. بل ويطلبونها بأنفسهم . ومن المؤكد أن كل الأطفال يحبون القصص بكافة أشكالها .. المسموعة " فى الماضى وحتى الآن .. " أو المُشاهدة عبر التلفزيون والإنترنت والفيديو وغيرها " فى السنوات الأخيرة " .. أو المقروءة " لمن هم فى سن المدرسة ويستطيعون القراءة ".. ويجد الأطفال – كل الأطفال – فى ذلك متعة لا تضاهيها متع الدنيا بأسرها .. وتزداد تلك الرغبة فى القصص إذا ما كانت فى مستوى إدراك الأطفال .. بمعنى أن تكون القصص خالية من المعانى الغريبة بحيث يستطيعون فهم أحداثها بسهولة ويسر .. وتزداد متعة الأطفال وإثارتهم لو كان أبطال القصة أطفالا فى مثل أعمارهم . ومن المعروف أن قراءة القصص – سواء كان الأطفال يقرأونها بأنفسهم أو تقرأها لهم الأمهات فى المنازل أو المعلمات فى المدارس – تساعد على تنمية جوانب عديدة فى شخصية الأطفال لعل أبرزها هو التفكير الإيجابى positive thinking وذلك من خلال الآتى : - تخزين المعلومات فى الذاكرة . - تنشيط الذاكرة . - زيادة الثقة بالنفس لزيادة كم المعرفة عن الأقران والزملاء . - هذا بخلاف إختزان التجارب الإنسانية وإستدعاء المناسب منها حسب الموقف مستقبلا . - تجنب العادات الخاطئة وتعزيز العادات السليمة . - النظرة السليمة للأمور . - تقوية الذاكرة نتيجة الإختزان الدائم للتجارب والخبرات . ونتيجة لتلك الفوائد العديدة لقراءة القصص فإننى أؤكد على الأمهات والمعلمات أن تكون النقاط التالية نصب أعينهن : - ضرورة توخى الحذر الشديد عند إختيار القصص للأطفال بحيث تكون مناسبة لعقليتهم ومدركاتهم وأعمارهم بشكل عام لأن غير ذلك سيجعلهم يشعرون بالضيق لعدم المقدرة على الفهم والمتابعة وبالتالى الإنصراف عن القراءة .. وأحذر أن هذا التدقيق فى الإختيار ليس بسيطا لأن ذلك قد يدفع الأطفال ليس فقط إلى عدم القراءة المؤقت بل قد يصل الأمر إلى كراهية القراءة ذاتها . - الحرص على تكرار القراءة (مرتين على الأقل ) . - التأكد من أن القراءة تتم بالطرق الصحيحة وحسب ما تعلمه الأطفال . - طرح بعض الأسئلة للتأكد من فهم الأطفال لما تمت قراءته مع مراعاة ألا يشعر الأطفال أنهم فى موضع إختبار ولكن يكون ذلك بطريقة سهلة وغير مباشرة . - من المفيد كذلك أن يعيد الطفل ما قرأه بطريقة مختصرة حتى نتأكد من فهمه للأحداث وفى نفس الوقت تنمية القدرة على إسترجاع المعلومات والتلخيص . وهذا غيض من فيض مما نستطيع أن نتناوله فى هذا المقام ولكننى أكتفى بهذا القدر فى هذا المقال على أن نستكمل الموضوع فى مقالنا القادم بحول الله . بقلم : د . مصطفى عابدين شمس الدين