11 سبتمبر 2025

تسجيل

فـالنتــايــن بشـار !

27 مايو 2021

بعيدا عن قضية فلسطين المؤلمة وأحداث غزة الدامية! وبعيدا عن هم فيروس كورونا وتحولاته وتحوراته! وبعيدا عن قضايا المنطقة المشتعلة والتي تكاد تشتعل! وبما أن اليوم هو الخميس الذي يقال عنه أيضا (الخميس الونيس) لدى معظم دول الخليج والدول العربية، فإننا بحاجة للمرح قليلا ومشاهدة أهم المسرحيات هزلا وهزالة في المشهد السياسي العربي الراهن، وهي مسرحية الانتخابات الرئاسية السورية التي يصفها إعلام بشار بالنزيهة والمحايدة، وقليلا فقليلا يمكن أن يتوقعوا خسارة بشار الأسد في الرئاسة ولملمة أشيائه من قصر الجمهورية الرئاسي، وترك مقعده لخليفته الذي خاض الانتخابات هو الآخر بنزاهة مماثلة ومثل نفسه أحد معارضي الأسد، كما لو أن الرئيس السوري لا يزال محتفظا بمعارضيه الذين يعيشون بديمقراطية في سوريا وأمام ناظريه، موفرا لهم أمان العيش وحرية التعبير ورفض حكمه، وكل ذلك وبشار مستمتع مع معارضيه بأجواء الديمقراطية المثلى على مرأى من إعلامه النزيه وشعبه غير الخائف! هه !!. بالأمس تابعت مشهدا أشبه بالأضحوكة السياسية فعلا وهو قدوم بشار الأسد لأحد مقار الانتخاب للإدلاء بصوته في الانتخابات الرئاسية التي تجري في سوريا وحرص الأسد الذي قتل عشرات الآلاف وشرد الملايين من أفراد شعبه وحرم الملايين أيضا، وأسقطت قواته وطائراته الحربية المقاتلة الغارات والقنابل الملغمة بالغازات السامة القاتلة والمحرمة دوليا وإنسانيا على أن يظهر للكاميرات التي رافقته بمظهر الرئيس المحبوب والديمقراطي والمبتسم والبريء والمسالم، والذي من الممكن أن يتقبل خسارته في السباق الرئاسي بصدر رحب ووجه بشوش، كما لم ينس هذا الرئيس المحبوب جدا أن يتبادل الحديث مع هذا ويضحك مع ذاك ويمازح المنظمين على عملية الانتخاب ويدخل إلى الداخل ويكتب سرا - أو كأنه سر - اسم مرشحه واعتبروه أنه لم يكتب اسمه ليخرج متوجسا وقلقا ينتظر النتيجة بفارغ الصبر – وكأنه سوف يخسر – ثم يركب سيارته التي يسير أمامها وخلفها سيارات سوداء مصفحة ضد الرصاص كحال سيارته المنيعة، ويغادر يفكر بما ستؤول إليه الأمور، وهل سيبقى الرئيس الشرعي أم إن وقت تنحيه وتقبله لخسارة غير متوقعة قد حان وينتهي بذلك عصر (بشار الأسد) الذي مثل عصر (نشار الجسد) في الواقع!. هي مسرحية شاء مناصرو هذا الرئيس أم لا، فمن عليه أن يصدق كل هذه الخرافات التي يتفوه بها إعلام الأسد في أن معارضي بشار تصدوا له، ويحاولون قطع الطريق من أن يفوز بالرئاسة بعد 30 سنة ظل في سدة الحكم وما يقارب من 10 سنوات من حرب الإبادة التي لا يزال شعب سوريا في الداخل يتعرض لها بكل دموية وبأعلى درجات الإرهاب الدموي والرهاب الفكري، الذي يمارسه هذا النظام الجائر ومن يدعمه من حكومات وأحزاب لا تزال ترى في حكم بشار المصلحة التي يجب أن تبقى، وتخدمهم في غاياتهم داخل المنطقة ومع إسرائيل أيضا، حتى وإن بانت الأمور على عكس ما هي عليه الآن لكن يبقى بشار بنفسه الأداة اللينة التي تُطوّع بكل يسر وسهولة لتنفيذ غايات غيرها وهو وإن بدا بالشكل الديمقراطي الذي صوره عليه إعلامه المراوغ الذي يتجاهل الدم الذي تلطخ به عهد بشار وهمه الوحيد أن تظل كل أيام بشار فالنتاين دائم!. ‏@[email protected] ‏@ebtesam777