15 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); ديننا الإسلامي لا يعرف المسلم الذي يعيش لنفسه وأهله فقط، "من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم"، والنجاح الذي يحققه الإنسان بمفرده، وبمعزل عن الآخرين هو نجاح ناقص مبتور، وإذا رجعنا إلى سيرة النبي -صلى الله عليه وسلم- وهي أعظم سيرة على الإطلاق، كان لا يعمل لنفسه بل يعمل للآخرين، ودعوته لم تأت خاصة بل جاءت للناس كافة، قال -تعالى-: "قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين" يوسف 108 .إذا كانت رسالتك وهدفك يتضمنان إرضاء الله سبحانه وتعالى، والاهتمام بنفسك وأهلك والآخرين، فهذه الرسالة الفعالة حقا، الجديرة بتغيير مجرى حياة الإنسان ووضع أقدامه على أول درب السعادة والتغيير والنجاح والتفوق في الدنيا والآخرة .هدفك في هذه أن تكون إنسانا متميزا، وتميزك يكون بتحقيق العبودية لله -تعالى-، وإقامة خلافته في الأرض، وأنت الذي تصنع الحياة بهذا الدين من خلال التفوق فيه والمساهمة عبره .لا بد أن تكون لديك إمكانات ومواهب، فكل إنسان أودع الله -تعالى- فيه مواهب وقدرات تختلف من شخص لآخر، يستطيع من خلالها أن يبدع، ولا بد أن تكون لديك القناعة الداخلية بهذا التمييز، وأنك قادر على التغيير، وهذه تكون نابعة من نفسك غير مفروضة عليك من الواقع أو من الآخرين .لا تحاول أن تقلد غيرك تقليدا أعمى، فتهفو إلى أن تصبح مثل فلان أو علان من النماذج الناجحة، لمجرد أنك رأيت الناس يعجبون به ويثنون عليه، حتى ولو كان مجاله وتخصصه لا يناسب ميولك وإمكاناتك، وساعتها ستكون كالمنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى، أو كالغراب الراقص الذي أراد أن يتعلم مشية أحد الطيور فلم يستطع، فلما أراد أن يعود إلى مشيته نسيها، فكان مشيه مثل الراقص الأبله .وقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يربي صحابته -رضي الله عنهم- على الحفاظ على التميز والتنوع والتباين في الميول والإمكانات واستثمارها الاستثمار الأمثل في خدمة الإسلام والمسلمين، فيقول صلى الله عليه وسلم: "أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدهم في دين الله عمر، وأكثرهم حياء عثمان ..." رواه الترمذي . ولذا فقد وجدنا منهم -رضي الله عنهم- الخليفة كأبي بكر وعمر، والقائد العسكري الفذ كخالد بن الوليد وعمرو بن العاص، والعالم الفقيه كابن عباس وابن مسعود وابن عمر رضي الله عنهم أجمعين.وهذا العالم الأمريكي المشهور ديل كارنيجي يحكي قصة تجربته المريرة التي مر بها، عندما كان يريد الوصول إلى التميز والنجاح والتغيير، اعتقد أن طريق النجاح سريع وقصير، وكان يريد أن يقلد غيره من المشهورين ويأخذ من صفاتهم ومزاياهم، ويجعل من نفسه نجما ناجحا لامعا في مجال التمثيل، ولكن هذه الفكرة كانت سخيفة وواهية، ويقول: إذ كان علي أن أمضي عدة سنوات من حياتي أقلد الآخرين قبل أن أكتشف الفكرة الأكيدة والأساسية وهي أن أكون ذاتي، وأنني لا يمكن أن أكون غير ذاتي .