12 سبتمبر 2025
تسجيلخلال متابعتي للفعاليات التي يقدمها جناح قطر بمعرض إكسبو يوسو بكوريا الجنوبية فإن الثقافة القطرية والتي يحملها المشاركون في الجناح هي تلك التي جذبت الزوار للجناح ويصل أعداد الحضور لها بشكل يومي إلى أكثر من ثمانية آلاف شخص في الأيام العادية يفوق العدد هذا ليصل إلى أكثر من عشرة آلاف زائر، ولعل تكريم المواطن الكوري سعيد الحظ بأنه كان صاحب العشرة آلاف كان له صداه هنا في يوسو ومن هنا فإن هذا التفاعل مع ثقافتنا القطرية في بلد يجد صعوبة في التحدث باللغة غير الكورية إلا فيما ندر من الإنجليزية أمر يجعل الكثيرين محرجون من طرح التساؤل علينا حول الكثير من الأمور التي يشاهد في الجناح، وخيرا فعلت اللجنة العليا المشرفة على الجناح حين قامت أولا باختيار فعاليات حية ومباشرة يتفاعل معها بقراءة ما هو موجود على لوحات التعريف التي وضعت باللغة الإنجليزية أو الكورية كما أنه يمكن أن يشاهد ذلك حيا دون أن يكون هناك صعوبة في الفهم، هناك الكثير من الأجنحة للدول قامت بعملية تصميم أجنحتها بكل إلكتروني دون أن يكون هناك حاجة لتواجد بشري فيه فالكمبيوتر يقوم بهذا العمل لذلك كثيرون قد لا يستغرق تواجدهم في الجناح سوى المرور فقط دون التفاعل معه، كما هو حادث في جناح قطر فالعاليات الثقافية والفنية التي قدمها تتحدث عن البيئة في المجتمع القطري، كما أصبح هناك تفاعل بينه وبين الجمهور خصوصا السيدات فقد كانت الحناء هي الوسيلة التي تفاعل مع الزوار سيدات ورجال، رغم أن الحناء فقط مخصصه للسيدات إلا أن البعض من الرجال يطلبها وعندما يتم الشرح أنها فقط للسيدات يتفهم تلك الثقافة ويحترمها، كما أن العمل في الجناح بالزي الوطن الثوب والغترة والعقال جعل منا مادة خصبة للتصوير معنا وذلك مما شاهده الزوار من احترام للثقافة المحلية ولم يتم تغير الشكل الخارجي من منطلق أننا في بلد غريب لا بد أن نغير الشكل حتى لا ينظر إلينا بنظرة مختلفة، لكن القرار بأن نكون في الجناح بالزي الرسمي جعل الاحترام من قبل الجميع والتصوير معنا بات مطلبا للجميع، إن الفعاليات الثقافية والفنية وطريقة العرض الذي قدمه الجناح جعل هذه الرسالة تحقق الهدف وتصيبها في كبد الحقيقة وهذا هو ما نطالب بعد التواجد في محافل دولية مثل هذه المعارض والملتقيات التي تشرح عن المجتمع والثقافة وتؤثر في الزوار إيجابا لا سلبا، فإن اختيار هؤلاء الشباب الذين يمثلون قطر خير تمثيل بما يحملونه من ثقافة وفكر حضاري أحسنت اللجنة اختيارهم لهذه المهمة فرغم الجهد الذي يبذل منذ فترة الافتتاح عند الساعة التاسعة صباحا وتستمر لغاية الساعة التاسعة مساء إلا أن الجميع لديه الاستعداد للعمل أكثر من ذلك وهذا في النهاية هو خدمة لقطر وثقافتها التي قدموا لأجلها هنا، إنه جهد مقدر هنا من قبل الزوار الذين التقيت بهم وتحدثوا معنا عن ثقافتنا وتميزها عن غيرها فالصورة مغلوطة عندهم عنا الشهور الثلاثة هنا لاشك أنها سوف تغير تلك الصورة نأمل ذلك.