10 سبتمبر 2025

تسجيل

الـــــــــوهـــــــــــج الـــــذي انطفــــــــى

27 أبريل 2023

شخصيا ومثلي كثيرون توقعوا أن تنشط السياحة بعد كأس العالم قطر 2022 ذلك أن ما قدمته الدوحة أثناء المونديال وفي تنظيم المونديال نفسه من الألف وحتى الياء والاهتمام بكل التفاصيل الصغيرة كان ينبئ بأن (التسويق) للسياحة يمكن أن ينشط أيضا ويأخذ من المهارة والاحترافية ما يمكن أن يصل بالسياحة لدينا لمستويات عالية ولكن ما نراه أن كل شيء خفت وكل لامع كان في كأس العالم اختفى وميضه بدءا من إزالة المشاهد والمعالم الواضحة للمونديال الذي كان وكأنه أمر عاجل للغاية لتتم إزالته في الوقت الذي ظلت روسيا شهورا طويلة أعقبت مونديال 2018 في بلادها محتفظة بكل معالم كأس العالم في أرضها ونهاية بمرور الشتاء الحالي دون أي فعاليات تذكر يمكن أن يتذكرها أو ينوه عنها من هم داخل قطر أيضا فلم هذا التكاسل في إبقاء عجلة الترويج للسياحة على ما كانت عليه في الفترة التي سبقت المونديال وخلاله؟! لم علينا أن نقتصر التسويق لما باتت عليه بلادنا في إقامة أحداث رياضية كبرى أو أي حدث يمكن أن تكون فيه مشاركة شعبية ومن الواجب أن تتهيأ واجهة البلاد لهذا الحدث ؟! الواقع لدينا يقول بأنه هناك فصل شتاء وفصل الصيف ويتخللهما أجواء ربيعية جميلة فلم لا تكون لدينا مهرجانات تناسب طبيعة كل فصل أسوة بكثير من الفعاليات التي نراها هنا وهناك وباتت تمثل وجهات لسياحة داخلية وخارجية دون المساس بالمبادئ الخاصة بالدين والعادات والتقاليد لمجتمعنا تماما كما كان الحال في الفعاليات المصاحبة لكأس العالم ؟! لم يبقى التسويق لأي سياحة فقيرا من اللحظة الأولى لانتهاء أي حدث وقد كنا ننتظر أن أن يقام كأس العالم بالصورة التي كانت لنعلن أن بلادنا أصبحت مقصد السائحين من الخارج والذين يعيشون فيها سواء من المواطنين والمقيمين على حد سواء ؟! لم تقل الهمة وتفتر العزيمة على البقاء على رتم واحد ونحن الذين بتنا دولة عالمية استمتع الملايين على أرضنا بمناطق الفعاليات في أكثر الأرجاء في قطر حضورا سواء في لوسيل أو اللؤلؤة أو كتارا أو سوق واقف أو الميناء القديم أو مشيرب أو حتى البدع والكورنيش ؟! أليس من الأولى أنه بعد هذا الحدث العالمي الذي حظينا به لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط و وإسلاميا وعربيا وخليجيا أن نحظى أيضا بالسمعة التي لازمتنا طوال 28 يوما كنا فيه الأبرز على منصات الأخبار والأكمل في صدور أفضل نسخة عالمية من كأس العالم في تاريخ البطولة حتى أتعبنا من قبلنا كان ومن سوف يأتي بعدنا والأجمل والأفضل فيها أن نبقي على هذا الإرث الذي جعلنا نحدد مكاننا واسمنا على خريطة العالم ونجعل كل هذا العالم يتجه نحو قطر وهو يتساءل لأول مرة ما الذي يمكن أن يكتشفه اليوم في هذا البلد المجهول بالنسبة له آنذاك ؟! فهل يمكن لنفس هذا العالم أن يحضر اليوم وقد خلعنا جلباب كأس العالم من على شوارعنا وواجهاتنا ومناطقنا ولم ننتزعه من ذاكرتنا وقلوبنا فماذا يمكن أن يرى سوى البلاد الجميلة الهادئة التي لم تكن مشتعلة بالفعاليات كما كانت عليه في كأس العالم ؟! لا يا سادة نحتاج لمن يعجل سرعة الترويج للسياحة وبصورة تنم على أن هذه البلاد التي تفوقت سياسيا واقتصاديا ورياضيا وفي كل المجالات قادرة على أن تجعل من أرضها منارة للراغبين في الحضور لها من كافة أصقاع المنطقة والعالم وأنا أعني بكلمة العالم هو العالم كله من جهاته الأربع لأننا فعلا قد حضر لنا هذا العالم في كأس العالم 2022 وتكونت لديه ماذا يعني وجود هذه البلد الجميلة الآمنة المفعمة بالحياة ناهيكم على أن من فيها يحتاجون لإبقاء جوازات سفرهم وحقائبهم في مكانها وألا يفكروا بالسياحة في بلد آخر إلا لأسباب قهرية وما يحتاجونه يمكن أن ينعموا به في دولة كان للمعنيين فيها أن يبقوها متوهجة سياحيا ولكن... !