13 سبتمبر 2025

تسجيل

"حرة الطلاق" بمركز آل حنزاب

27 أبريل 2015

* لم أجد عنواناً أنسب من " الحرة " فالطلاق قيل إن عرش الرحمن يهتز لوقوعه .. فاستسهاله لا يمكن إلا ان يشعرك بالحرة .. القائمون على مركز آل حنزاب بمعيذر رموا حجرا قويا في بحر هذه القضية ذات الأبعاد الاجتماعية الهامة ففي جلسة حوارية لمجموعة من الداعيات والناشطات والمهتمات والمهمومات وبمهنية عالية طرحت أوراق عمل منقحة صادقة بمناسبة يوم الاسرة القطري في حوار للنخبة خصص لمناقشة " النشوز.. شبح يهدد البيوت " أدهشني الحضور المميز والهمة العالية للحوار وما جاء بأوراق العمل التي حزمت لتحقيق الرؤى وتلاقح الخبرات العملية والعلمية مع الاصول الشرعية وعرضت تجارب بغية تحديد الاسباب واقتراح الحلول الواقعية وبتدارس مفهوم النشوز من خلال الاحصائيات الدقيقة واسباب تفاقمه اقتصاديا واجتماعيا واعلاميا.* فرد المنتدى وقتا كافيا للحلول التي يمكن ان تحد من " النشوز " لان الهدف لم يكن رفع الستارة عن هذه " العلة المرض " التي باتت تؤرق جفون الاسر وترهق مفاصل حياتها خاصة ان كان بين طرفي العلاقة الزوجية ابناء مما يزيد الامر تعقيدا لان استقرار الاسرة ونماءها هو الهدف الأسمى للمجتمعات .. وتناول القضية تم بحرفية ومن زوايا شرعية واجتماعية ثقافية اعلامية وقانونية ووضعت توصيات قابلة للتنفيذ لا هي بالتمني ولا هي اقرب للسراب.* وان اطلقت " الحرة " بمعنى الوجع والحسرة على هدم بيوت آمنة وقطع الطريق امام نماء الاسر وعمارها فان الاحصاءات فعلا مقلقة وما يؤسف له ان " الطلاق " رغم الجهود المبذولة يقع في كثير من الاحيان باندفاع وهوجائية لا تعرف التريث والتأني والمجاهدة لمعالجة الاوجاع وللوقائة من ابغض الحلال .. صحيح ان نمط الحياة وتسارع وتيرتها والامراض العصرية كالقلق والاكتئاب والاعلام المفتوح وتداخل الثقافات الغريبة عن ثوابت مجتمعاتنا ساهمت في ذلك إلا ان " البعاد " بين اعضاء الاسرة الواحدة وافراد الفريج بحسب نمط الحياة المتسارعة غيرت في الثوابت .. فما عادت الاسر تجتمع حول المائدة المستديرة والصحن الواحد لتناول الوجبات وتداول اطراف الحديث وبث الوصايا النبيلة من افواه العمة والخالة والجدة ..* التسارع والتنافس للتميز العلمي والوظيفي وحصول النساء على مميزات سوق العمل لم يستغله البعض بايجابية لصالح استقرار الاسرة ورفاهيتها وبات الرخاء والثراء خصما على احترام الزوج واحتوائه وتلبية متطلباته اليومية ولملمت اطراف التنافر منه وبه .. كما ان الانفتاح غير المنضبط وللذين لا يرون إلا في حدود مرمى أبصارهم فساقتهم الاغراءات للحظات الانس بالمقاهي والمنتجعات وغرف الشات وبعيدا عن "عوار الرأس " حسب وجهة نظرهم القاصرة فاستسهلوا الطرق الملتوية رغم وعورتها المستقبلية.* لا نشك لحظة ان " آل حنزاب " سيسعى بكل همة لتجد التوصيات حظها من التنفيذ وما نتمناه فعلا ان يتم دعم مثل هذه المراكز الناشطة والفاعلة ماديا وفنيا باعتبارها الحارس الامين لترسيخ القيم والتي عادة تنشط لمعالجتها منظمات المجتمع المدني . وللحديث بقية .همسة : حصانة الأسر من الانزلاق تتطلب التكاتف والتراص والاستمرارية