28 أكتوبر 2025

تسجيل

التبرع بالأعضاء بين الوعي والفضيلة

27 أبريل 2015

حدثت في ألمانيا ـ قبل عامين تقريباً ـ فضيحة مصدرها التبرع بالأعضاء، وقد هزت البلاد وأجبرت وزير الصحة الألماني دانييل بار مرارا في حث المواطنين الألمان على الاهتمام بموضوع التبرع بالأعضاء والتعامل معه إيجابياً، بعد تراجع عدد المتبرعين بالأعضاء بصورة كبيرة في ألمانيا، وذلك بعد انكشاف أمر عمليات تلاعب كبيرة تسببت في تراجعه بصورة درامية، وبحسب الوزير فإن هناك ثلاثة أشخاص يتوفون في ألمانيا يومياً بسبب عدم توافر العضو المناسب لهم، حتى يتسنى نقله إليهم لحفظ حياتهم.. على ضوء الفضيحة التي هزت هذا القطاع منذ عامينح اشارت تقارير الى النقص الحالي في التبرع بالأعضاء عقب عام واحد تقريبا من بدء محاكمة الرئيس السابق لجراحة نقل الأعضاء في مستشفى جوتنجن الجامعي، الذي تردد أنه تلاعب في البيانات الطبية الخاصة بمرضاه للحصول بصورة أسرع على الكبد المتبرع بها، على حساب مرضى آخرين، ولا تزال المنظمة التي تتولى تبرعات الأعضاء تعاني من الفضيحة المدوية، مما أسفر عن انخفاض في تبرعات الأعضاء لأقل مستوى له في تاريخه.. في العالم كثيرون يبحثون عن متبرع بكليته لإنقاذ حياتهم، وتقف منظمات حقوق الإنسان حائلاً ضد مطالب بعض الخبراء، السماح بتنظيم الاتجار بالأعضاء البشرية لإنقاذ الأرواح، بينما هناك من يطالب بالحد من استغلال عوز الفقراء إلى المال، وحاجة المرضى إلى العلاج في هذه التجارة.. في الأحياء الفقيرة مثل مدن الهند الكبيرة يكثر الطلب في هذه التجارة؛ خصوصاً بعد انتشار أخبار بأن التبرع بالأعضاء هي طريقة جيدة للتخلص من الفقر، واي استجواب تقوم به أية لجنة حكومية رسمية في الهند حول دوافع التبرع، يكون عادةً مجرد مهزلة.. نحمد الله ان لدينا في دولة قطر مركزاً يطلق عليه مركز قطر للتبرع بالأعضاء "هبة" تقوم بإدارته مؤسسة حمد الطبية؛ ويعتبر مركزًا إقليميًا رائدًا في التمييز والالتزام الأخلاقي، ويقوم بجهود كبيرة لزيادة التبرع بالأعضاء، ويلقى دعمًا وتعاونًا كبيرًا، وعمليات زراعة الأعضاء يتم الترتيب لها وفقًا للقانون القطري والمعايير الدولية لأفضل الممارسات، كما يتم إجراء جميع عمليات التبرع بالأعضاء وزراعتها، بموجب اتفاقية الدوحة للتبرع بالأعضاء، وقد حصلت هذه الاتفاقية على تأييد من الجمعية الدولية لزراعة الأعضاء، والمجموعة الراعية لإعلان اسطنبول، وكلتاهما تضم قادة دوليين في المجال المهني والأخلاقي للتبرع بالأعضاء وزراعتها.. وهناك تأكيدات أن مؤسسة حمد تسعى لإنشاء أكاديمية التبرع بالأعضاء في قطر، الامر الذي سيحول قطر وفق القائمين عليه إلى "مركز العالم" في زراعة الأعضاء، بفضل توافرها على الإمكانات اللازمة والخبرات المطلوبة، وستحقّق الاكاديمية نقلة نوعية في مجال زراعة الأعضاء، مما يسمح لدولة قطر بتدريب كفاءات وخبرات عالمية بالأكاديمية داخل قطر، وإجراء عملية الزراعة لمرضى من دول العالم الثالث، وتدريب كفاءاتها الطبية، إلى جانب إعداد دراسات وأبحاث عالمية متطورة.التبرع بالأعضاء المستخدمة لإنقاذ حياة المرضى، إنما تؤخذ من شخص متوفَّى قد تعهد في حياته بالتبرع بأعضائه لذوي الحاجة من إخوانه في الإنسانية، فهي عملية إنسانية تهدف إلى إنقاذ حياة شخص مهدد بالموت، وسيثاب بها عند رب العالمين في آخرته وفي دنياه، حيث يتم تدوين اسمه في السجل الوطني للمتبرعين بالأعضاء.. فهل انتشر الوعي بين الناس لهذا الاهتمام بالتبرع بالاعضاء؟!! إنها دعوة للفهم والمبادرة لعمل خيري، يضاف للمتبرع بعدد الممات.. وسلامتكم.