11 سبتمبر 2025
تسجيلأسعد بالأنباء التي تتحدث هذه الأيام عن قرب انقشاع سحابة الصيف الصغيرة العابرة التي أريد لها أن تظلل علاقات شعوب هذا الجزء الحيوي من وطننا العربي العزيز. شعوبنا العربية لديها ما يكفيها من المشاكل والنواقص التي ظلت تعتري حياتها اليومية عبر أجيال وأجيال: مشاكل اقتصادية وسياسية واجتماعية وثقافية ظلت تراوح في مكانها القديم آمادا طويلة. بل استحكمت في أحيان كثيرة، وبدت عصية على محاولات سبر أغوارها التي يبذلها قادة لا ينقصهم الوعي بحقيقة وحجم تلك المشاكل. ولا التفاني والإخلاص وصدق العزيمة في التصدي لها. شعوبنا العربية على امتداد الوطن الكبير ظلت تلحظ وتقدر جهود أولئك القادة المخلصين في هذا الشأن. وتنتظر الوقت الذي ترى فيه جهود أولئك القادة وهي تؤتي أكلها. وتحقق أماني شعوبها في اختراق هذه المشاكل دفعة واحدة وإلى الأبد، لاسيَّما المشاكل العابرة لحدود دولهم الشقيقة وحدود منطق الإخاء والمصير المشترك. إن أي عوارض طارئة تعترض طريق قادتنا السالك باتجاه التصدي لمشاكل شعوبهم اليومية، أو تأخير تفاعلهم اليومي المضطرد مع تلك المشاكل بكل تصنيفاتها، لهو عمل لا يأتي إلا من مصادر لا تريد خيرا لأمتنا وشعوبنا العربية. وهي مصادر يسعدها أن ترانا، قادة وشعوبا، منهمكين في فرعيات جانبية تفرض علينا في غفلة منا، فتستهلك منا زمنا غاليا يضيع من في جدل مهما حاول البعض تكبيره وتضخيمه فهو لن يتعدى جدل الإخوة العاتبين في غير منغصة، الساعين إلى سد المنافذ التي يمكن أن يتسرب منها الريح الضار. وذرع الفتنة بين الإخوة الأشقاء . دعونا نضع النقاط فوق الحروف ونقول إن مجلس التعاون الخليجي ولد عملاقا ثم سما ليكون منارة يشع بريقها توهجا بأعماله وإنجازاته لشعوبه ولشعوب أمته العربية والإسلامية، وبأياديه البيضاء المبسوطة بالخير لجيرانه الأقربين ولإخوانه في الإنسانية الجامعة. وطالما كانت شعوب هذا المجلس وشعوب أمته العربية والإسلامية تدرك كل هذا وتستبطنه حبا وكرامة عن قناعة راسخة، فإن أي مسعى ضد هذا الكيان الراسخ هو مسعى خاسر ومحكوم عليه بالفشل. نعم، انزعج بعضنا من حديث تواتر عن تباينات طارئة في الكيان الظليل، ولكن حكمة قادة هذا الكيان ظلت دائما صمام الأمان المدخر للحظة النديهة لإنجاز المهام الكبيرة. إن مجلس التعاون الخليجي ولد ليبقى ويشمخ منارة مضيئة تسرق النظر من بعيد، تبهر بتوهجها الأصدقاء والأعداء معا. أما الأصدقاء فيسعدهم توهج المنارة المضيئة. وأما الأعداء، فلا يسعهم إلا أن يموتوا بغيظهم. ولا عزاء لهم.