13 سبتمبر 2025
تسجيلتطرف إسلامى متعدد الأسماء والواجهات : داعش ، النصرة ، القاعدة ،الحوثية، أنصار بيت المقدس . وما زال حبل الاقتراعات اللفظية على الغارب . ومازال القمقم المظلم يخرج لنا من ثناياه المظلمة كل غريب من حين لآخر. لقد أخذت المفاجأة الدولة الوطنية العربية على حين غرة عندما وجدت نفسها أمام عدو أتاها من وراء الأكمة بقدرات عسكرية، وتنظيمية ، ولوجستية ، فاقت قدراتها في هذه المجالات بشكل محيرومثير للتساؤل والاستغراب. انصب التساؤل البدهي حول مصدرهذه القوة الشاملة التي أظهرتها هذه الكيانات المتطرفة مابين غمضة عين وانتباهتها . هذه القدرات من جيرها وجهزها لمقاتلين ظهرجليا أنهم تدربوا على فنون القتال المتعددة وسبروا أغوارها في سرية تامة ، حققت لهم أهم عناصر النجاح في أي حرب ، وهو عنصر المباغتة .لقد باغتت قوى التطرف الإسلامي ، دعونا نسميها هكذا في الوقت الحاضر ، باغتت الدولة الوطنية العربية وهى تغوص في وحل أزماتها الاقتصادية و السياسية والاجتماعية القديمة المتجددة وكان لديها ما يكفيها من الأحمال بصورة لا تقبل ولا تحتمل أي زيادة. اتضح للدولة الوطنية أنها لا تواجه عدوا داخليا تقليديا مما اعتادت عليه وخبرته في مسيرتها الطويلة مع المواجهات الداخلية . ولكنها تواجه عدوا عابرا للحدود ، أتاها من كل صقع غريب . وفى يده أجندة ليست هي الأجندة التي ألفتها الدولة الوطنية في مواجهاتها السابقة . أدبيات هذا العدو الجديد لا تتحدث عن مظالم ومطالب معيشية آنية تشترط حلولا لها ثمنها للحفاظ على اللِّحمة الوطنية وتماسك المجتمع والدولة والشعب. ولكنها تتحدث نيابة عن الله في أرضه ، وتضع فيها الموازين القسط كما يراها الأحبار الجدد. يكفّرون فيها كل الذين هم ليسوا على هوى هؤلاء الأحبار الجدد الفكري والسياسي والعقدي. و يبيحون دمهم و يقتلونهم قتل الفئران متى صادفوهم في الطريق العام. و لا ينجو أحد من سيفهم البتار حتى ولو استعصم بالعقيدة الواحدة المشتركة .فهو في عرف هؤلاء الأحبار الجدد زنديق خارج من الملة التي يرونها ومن الهدي الذي يؤمنون به. ولا سبيل أمام الأشقياء الذين يقعون في قبضتهم إلا سبيل مغادرة الدنيا بما رحبت بعد أن ضيقها الفاتحون الجديد. وحددوا مقاساتها على مقاساتهم التي لا تقبل الزيادة ولا النقصان . كان ظن الذين أخذتهم المفاجأة الداعشية – مثلا- أن الدولة الوطنية قادرة على استيعاب صدمة المفاجأة بمرور الوقت. وأن هذا العته والجنون مقضيٌّ عليه لا محالة لأنه يخالف مقتضيات المنطق .الذي خالف هذه التوقعات و أضاف إلى المحنة سطورا جديدة حين التمست الدولة الوطنية العون من حليف كان يملأ قلبها بالطمأنينة. حتى إذا أصبح الصبح وجدت حليفا مترددا وخائب الهمة والعزيمة ، يجيد حبك الحديث المنمق والوعود ولا شئ غير هذا. لقد سقط رهان الدولة الوطنية العربية على حليفها التاريخي كما كان يحلو لها أن تسميه. السؤال الكبير هو : من ينقذ الدولة الوطنية من أوهامها القديمة . ومن هذا الخطر الداهم العابر للحدود. هل هناك من يتفضل بالإجابة؟!