12 سبتمبر 2025

تسجيل

"فقط كن.. مسؤولاً"

27 أبريل 2014

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); هُناك بعض النقاشات والأحداث التي تثير فينا أفكارا تتجمع وتحاول أن تجد لها بين الصفحات مقرا..ربما يشعركم عنوان مقالتي هذه بأن المسؤولية تقتصر على العاملين في الجهات الحكومية والقطاعات الخاصة أو تعود على أي شخص ذي وظيفة إدارية لديه مسؤوليات مطالب بأن يؤديها على أتم وجه..!نحن بالطبع لا نختلف على أن الموظف مطالب بحس المسؤولية تجاه عمله، يبذل فيه جهده ويعطيه أفضل ماعنده ولكن ما أقصده هنا له معانٍ كثيرة لمختلفِ مجالات الحياة..فلو أتسعت نظرتنا لهذه المسؤوليات لوجدنا أنها تختص بالعاطل قبل العامل، فهو قبل أن يكون موظفاً أو مديراً أو على رأس عمل آخر فهو يقوم بدور الابن لأسرةٍ ما أو ربما يكون هو رب الأسرة ومسؤول عنها، ولا يقتصر هذا الكلام على الرجل دون المرأة، فقديماً تربينا على أن الأب هو عمود البيت بتربية أبنائه ومراعاة أحوال أسرته بمساعدة زوجته، والتكفل بنفقتهم، كما كان للمرأة دوراً عظيماً في توفير سبل الراحة لزوجها وأبنائها..فقد أثمرت التربية في ذاك العصر على الأبناء حيث كان لكل منهم دوراً فعالاً في أسرته من تحمل أعباء المنزل لمساعدة الأب ومن تربية الأخوة الصغار وتولي أمور البيت كمساعدة للأم..نشأنا على هذا النحو ولا زال الكثير على هذا الحال كم أتمنى لو أن يبقى الجميع عليه، حقيقة ما نستطيع أن نصفه اليوم هو أن البعض وليس الكل نسى مهامه الأساسية، فما عاد الأباء يحرصون على تواجد أبنائهم في المجالس لغرس مبادىء الكرم والرجولة حتى بات البعض لا يعرف عن أبنائه إلا أسمائهم، لا سيما يؤثر غياب الأمهات اللواتي يقمن بواجباتهن الاجتماعية ونسين واجباتهن الأهم، فلو أنها تُسأل عن أحوال الغير خارج بيتها لأجابت بأكثر من ما هو موجز، في حين جهلها بحياة أولادها اليومية، باعتمادها على جلب من يعتني بهم في تربيتهم، اطعامهم، الباسهم وربما يمتد الأمر لمتابعة دروسهم في المدرسة ومواعيدهم في المستشفى!!فأصبح الأبناء محصورين بين تربية الخدم باختلاف دينهم وملّتهم وجهلهم بعاداتنا وتقاليدنا وبين غياب الوالدين والانخراط في التكنولوجيا التي هي بذاتها كفيلة بالتفكك الأسري.فكأن وظيفتهم تقتصر فقط على زيادة الأعداد السكانية، ونسوا أنه ليس من المهم كم تنجــب بل من أنجبــت!؟فماذا يثمر جيل لم يتزوّد بطباع مجتمعه..؟! جيلٌ لم يتسلّح بأسسٍ قوية ٍ تعدّه لمجابهة عصر أصبحت فيه التحديات صعبة..! وكيف نهيئ هذا الجيل لبناء مجتمع المستقبل، وهو لم يتعلم من أصول الحياة إلا قليلا.. فليس بالغريب لو رأينا نسبة الطلاق في ازدياد ما دام التفكير بالزواج للرجل مجرد تكوين أسرة يحصل على كامل حقوقه دون معرفة أدنى واجباته تجاهها، في المقابل تظن الفتاة بأن الزواج تخطيط لإعداد حفل كبير يتغنى فيه أفضل المطربين بإطلالتها الملكية للتميّز على نظيراتها، فيصبح الطرفان في انتظار تحقيق التوقعات وإن خابت اتجه كل منهما لاتجاه مغاير يجد فيه عالمه الخاص، يكون ضحيتهما أطفال ينشأون في عالم يسهل افتراسهم فيه..فالضوء هُنا لا يُسلط إلا على بعض المسؤوليات التي تهاون فيها أصحابها، فلا يظن أحد منا أنه سيحصد خيراً إن لم يزرعه، وأبناؤنا كبذور فلنبذل قصارى جهدنا لأن يكونوا خيراً وعوناً لنا ولمجتمعهم لا عالة عليه.وخير الختام ماجاء به خير المُرسلين، عن عبدالله بن عمر يقول: سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته الإمام راع ومسؤول عن رعيته والرجل راع في أهله وهو مسؤول عن رعيته والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها والخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته قال وحسبت أن قد قال والرجل راع في مال أبيه ومسؤول عن رعيته وكلكم راع ومسؤول عن رعيته) صحيح البخاري