15 سبتمبر 2025

تسجيل

اكتشف جنسك

27 مارس 2022

الزمان، في وقتنا الحاضر، المكان، في فصل دراسي بمدرسة لغات خاصة للمرحلة الثانوية في إحدى الدول العربية، الحضور، مدرس أجنبي غير عربي ذو خلفية ثقافية غربية ليبرالية، ومجموعة من الطلبة العرب تتشابه ثقافاتهم الاجتماعية ومعتقداتهم الدينية، موضوع الدراسة، مادة الأحياء، والآن بعد هذه المقدمة التعريفية القصيرة دعونا نرى ماذا حدث في هذه الحصة الدراسية. يقف "مستر ارثر" امام الطلبة ويبدأ في الحديث والشرح عن نظرية التطور الحيوي للمخلوقات استنادا الى نظرية داروين حيث يبدأ في وصف عام للأسس التي تقوم عليها النظرية، ثم يتطرق بشكل غير مباشر الى موضوع تحديد الهوية الجنسية فيقول ما معناه بالعربي "يمكن أن تتغير الهوية الجنسية خلال حياة الفرد، وقد تتوافق أو لا تتوافق مع الجنس البيولوجي أو السلوك الجنسي أو الميل الجنسي الفعلي"، يرفع احد الطلبة يده طالبا الاذن بالحديث فيسمح له "المستر" قائلا " يس (أي نعم)"، يقف الطالب ويقول له "عذرا سيدي، ماذا تعني بعدم توافق الهوية الجنسية مع الجنس البيولوجي "، يرد المستر ارثر " انا اقصد بأن الميول الجنسي ليس من الضروري ان يكون للجنس الاخر أي بمعنى اذا كان جنسك البيولوجي ذكرا فليس من الضروري ان يكون ميولك فقط للإناث فهذا مجرد قيود تفرضها علينا ثقافات مجتمعية ودينية وتقيدنا بها ولكن يجب ان تكون حرا ومستكشفا لحقيقة ميولك الجنسي دون ان تتأثر بما يفرضه عليك الاخرون "، يسود الهدوء لثوان معدودة وكأن الطلبة قد فُجعوا من هول ما سمعوا، فرفع طالب اخر يده فقال "سيدي ان ما تقوله كلام غير منطقي حتى لو ناقشناه بعيد عن الاخلاق والثقافة المجتمعية والدين؟ "، نظر المستر ارثر الى الفتى والذي كان يجلس في اخر الفصل ولا يكاد يراه من قصر قامته فقال له "ماذا تعني فسر لي كيف لا يكون كلامي منطقيا أو عقلانيا بعيدا عن الاعتبارات التي ذكرت"، ابتسم الطالب ابتسامة خفيفة ثم قال " يا سيد ارثر، لو افترضنا ان جميع البشر قرروا ان يكتشفوا هويتهم او ميولهم الجنسية بعيدا عن أي تأثيرات خارجية كما تقول وبالفعل قاموا بذلك واكتشفوا انهم يميلون لنفس الجنس وبدأوا بعيش حياتهم على هذا الأساس فماذا سيحدث؟ فكر في الامر سيد ارثر، فأنت مدرس أحياء وقد درستنا من قبل ان عملية التكاثر في البشر يجب ان تحدث من خلال اتصال بين جنسين مختلفين وأنه من المستحيل حدوث ذلك بين نفس الجنس، فنستنتج من ذلك ان هذا الامر ان تم سوف يؤدي الى توقف دورة حياة الانسان وزوال البشرية من على سطح الأرض خلال عقود من الزمن"، تابع الطالب كلامه فقال " ثم ان عملية الانتخاب او الانتقاء الطبيعي الذي تقوم عليه فرضية داروين تقوم على وجود تغيير في التركيب الجيني للبشر على الأجيال المتعاقبة أي ضرورة وجود تناسل بين البشر حتى تكون هناك اجيال متعاقبة والا فإنه لا معنى لأي انتخاب او انتقاء لأنه لن تتواجد أي صفات مميزة في البقاء، ولن يتم تمرير هذه الصفات إلى الأجيال التالية". ساد الصمت والهدوء اركان الفصل الدراسي، وما هي الا لحظات حتى اسعف جرس انتهاء الحصة الدراسية المستر ارثر من الرد على تحليلات واستنتاجات الطالب الناسفة للسموم التي حاول ان يبثها في عقولهم، ولكنه لم ييأس فهو سيحاول نشر افكارة المسمومة مرة أخرى طالما هو متواجد بحرية بين أبناء المسلمين. وختاما أقول، الفطرة السليمة لا تحتاج الى دلائل واثباتات لتعرف الحق وتنكر الباطل ولتفرق بين الخير والشر، ولكن للأسف هناك من جلبناهم وننفق عليهم ويعيشون بيننا يحاولون بشتى الطرق مسخ هوية أبنائنا وبناتنا السليمة والتأثير على ايمانهم الراسخ بدينهم وبزعزعة ثقتهم بقيم مجتمعاتهم الإسلامية الصحيحة، وهؤلاء اختاروا النشء لبث سمومهم فيهم ليكونوا لبنة لبناء أجيال مشوهة في معتقداتها وايمانها بخالقها وبدينها. @drAliAlnaimi