14 سبتمبر 2025
تسجيلفي جلسة مع إحدى السيدات التي ظلت تشتكي من ظاهرة رغم وجودها من قبل إلا إنها زادت وانتشرت بحيث أصبحت تضايق الكثير من الناس، وخاصة أن التكنولوجيا قد زادتها تعقيدا وأثارت من حولها بعض المشكلات سواء بين الأهل والأصدقاء لدرجة أصبحت تعكر صفو العلاقات الاجتماعية. نعم إنها ظاهرة وهي التي تسمى في اللغة العامية (التشره) وهو ما يعني العتاب وعلى أقل شيء، يمكن يكون العتب أو (التشره) على شيء يستحق كواجب العزاء أو التهنئة بزواج أو زيارة مريض أو غير ذلك من الأمور المهمة. ولكن أن يكون هذا العتاب لمجرد أن قام أحد بحفلة صغيرة في بيته مع أهله وجمع بين إخوته أو أصدقائه، أو حضرت إحداهن حفلة زفاف دعيت لها ولم تدع صديقة أخرى أو أخت بل أحيانا قد يكون هذا العتب لأنه كانت هناك حالة ولادة ولم تعلم بها إحداهن وعلمت لها الأخرى فأخبرتها وهكذا، ومن ثم تقوم الدنيا ولا تقعد كما يقولون وتبدأ الاتصالات من واحدة إلى أخرى والزعل والذي قد يصل للخصومة والمقاطعة، وتنتقل الأحاديث يمنة ويسرة وتكبر المسألة رغم تفاهة الحدث، ولكن ما ينقل في وسائل التواصل الاجتماعي يؤجج الحدث ويزيد النار اشتعالا، فهناك الحفلة الكبيرة التي دعي إليها عدد من السيدات لم تكن التي تعاتب موجودة بينهن بل إن صاحبة الدعوة قد تجاهلتها وتمتلئ النفوس غضبا وتضيق القلوب ومن ثم تبدأ المقاطعة أو الخصومة ولا مجال للعذر أو احترام خصوصية الغير الذي قد لا يحب أن يتواجد معهم غير أسرته المقربة ومنها يبدأ كذلك شيء من التنمر والغمز واللمز مما يشحن النفوس بالحقد وشيء من الحسد وغير ذلك. للأسف لا يدرك الكثير من الناس أن الغير له خصوصية في علاقاته مع الناس وصداقاته ومعارفه ولا يرضى أن يتدخل أحد في ذلك وأن الإنسان له أيضا ظروفه التي لابد أن يقدرها من حوله وأن الصديق لا بد أن يضع لصديقه أو اخوه العذر حتى لا يفقده فقد يكون له أمر لا يحب ان يدعو أخاه أو صديقه إلى تلك الحفلة. كما أن الإنسان عليه أن يحسن الظن فيمن حوله من اهل وأصدقاء ومعارف قال تعالى (اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم). لأن الظن لا يورث إلا العداوة والبغضاء وقطع الرحم أحيانا، وأن بعض الأمور الذي تحدث قد تكون دون قصد أو هي نوع من الخصوصية في الحياة ولكن نحن أحيانا نسيء إلى أنفسنا ونجعل الغير يسيء الظن لنا عندما نصور كل ما يتعلق بحياتنا على وسائل التواصل الاجتماعي التي نفت الخصوصية عنا وأصبحت حياة الناس صفحة مفتوحة والبيوت ليس لها أبواب ولا نوافذ، وكثر العتب و(التشره) وامتلأت النفوس بالكدر والضيق، فلنترك بيوتنا خاصة لنا ولا ننشر ما فيها للخارج ولا نعرض أسرنا وأطفالنا لعيون الغير حتى نسلم من كل ما قد يساء به إلينا ونسيء لغيرنا ونتجنب العتب و(التشره).