11 ديسمبر 2025
تسجيلبـ (شخطة) قلم أرضنا العربية تصبح إسرائيلية ! وباعتراف أمريكي صارخ وضارب بكل القرارات الدولية التي تؤكد أن ( الجولان ) أرض عربية سورية محتلة، أوفى ترامب وعده الثاني لصديقه نتنياهو باعتراف واشنطن بإسرائيلية الجولان وضمها لما يسمى بدولة إسرائيل بعد اعترافه الأول بالقدس عاصمة لهذا الكيان المحتل وسط صمت عربي مطبق. في كلا الاعترافين لم يجدا سوى عبارات الاستنكار تهرول نحوهما وتموت عند عتبة البيت الأبيض، حيث لم تجرؤ على الدخول ليسمع ترامب بأن هناك من العرب من اعترض بجدية على اعترافاته التي تهدد هويتنا العربية من أن تظل راسخة في عمق أراضينا التي نراها اليوم كل يوم تؤخذ واحدة تلو الأخرى ولا نجد فينا من يقول لا!. لقد رأيت وأعطيت الحق لنتنياهو ليقف منتشياً وجزلاً بجانب ترامب الذي فتح كراسته الشهيرة وقلمه المزهو ليوقع توقيعه المضطرب وليقل نتنياهو فيه شعراً لم يقله في أي رئيس أمريكي سابق، وقفوا هم أيضاً إلى جانب إسرائيل في كل اعتداءاتها السافرة ضد الفلسطينيين وبرروا لها عملياتها الاستيطانية التي تنهب من أرض سكانها العرب وتقيم بيوتها المستعمرة عنوة، لكن نتنياهو لم يجد فيهم ما وجده اليوم في الرئيس الأمريكي من تعد واضح على العلاقات الخليجية والعربية والإسلامية الأمريكية ورميها عرض الحائط في سبيل إسعاد رئيس الحكومة الإسرائيلية الذي يتعرض هو الآخر لضغوط داخلية في حكومة ولا شك أن هذا الاعتراف بأحقية كيانه في أرض سورية عربية محتلة من قبل قواته يعزز موقفه المترنح ويساعده على خوض انتخابات الحكومة المستقبلية والتي كانت تهدد بقاءه على رأس السلطة خصوصاً وأن ذلك سبقه اعتراف أكبر بالقدس العربية الإسلامية عاصمة لإسرائيل وبنقل سفارة الولايات المتحدة عليها من مقرها الحالي في تل أبيب إلى وسط القدس العاصمة الجديدة والأبدية لإسرائيل بحسب الادعاءات الأمريكية والإسرائيلية ومن أيد هذا الاعتراف وهم قلة من القارة الأوروبية وروسيا بالإضافة إلى دول عربية مؤثرة تقع الأردن في أولها باعتبارها الوصية الشرعية على حرمة الأقصى وهذا ما كان فعلاً من عمّان حيث أثبتت وقوفها على مبدأها القائم على رفض أي اعتراف أمريكي غير شرعي على أحقية إسرائيل في القدس سابقاً أو الجولان الآن ولعل المواقف التي انبرت من كل من قطر ولبنان وموريتانيا وسوريا هي الأبرز التي تلت الاعتراف الأمريكي بإسرائيلية الجولان ولكن هل يكفي هذا؟! هل يكفي أن نعرب عن استهجاننا بهذه الجرأة الأمريكية والتي استغرب لها نتنياهو نفسه ووصفها في أكثر من محل بأنها ( جرأة ) من ترامب لم يصل إليها أي رئيس سبقه رغم محبتهم العميقة له ولكيانه الغاصب ؟! هل سيمر هذان الاعترافان اللذان رفضتهما الأمم المتحدة التي وإن لم تعط الحق يوماً لفلسطين إلا أنها أيضاً استنكرتهما على لسان ترامب والبيت الأبيض عموماً؟! بل إننا أصبحنا ننتظر ( الشخطة ) القادمة ستأخذ منا ماذا وماذا سينقص من كرامتنا وأرضنا وعروبتنا وهويتنا؟! هل سنسكت ونستسلم أم اننا يمكن أن نفعل شيئاً؟!. لايبدو أننا سنقوم بما يجب القيام به ولكن من أعطى القدس والجولان لإسرائيل قادر تماماً على إعطاء المزيد لها لأن ما تخطط له تل أبيب التي تفتخر اليوم بعلاقاتها السرية والعلنية مع بعض الدول العربية والخليجية أكبر بكثير من توقعاتنا وردود أفعالنا التي لا ترقى لمستوى احتلالنا علناً أمام استنكار لا يهش ولا ينش ولا تقيم له واشنطن اعتباراً يذكر!. ◄ فاصلة أخيرة: لا تستسهلوا أرضنا فتستسهلوا بيعنا!. [email protected]