27 أكتوبر 2025

تسجيل

يوم المسرح العالمي والإبداع المطلوب

27 مارس 2016

اليوم ساعة الانطلاق.. اليوم لحظة الإبداع.. اليوم وقفة التواصل والعطاء.. اليوم موعد الاحتفال.. اليوم عرس المسرحيين في كل العالم.. اليوم على مسرح قطر الوطني يحتفل المسرحيون القطريون مع كافة المسرحيين في كل دول العالم بمناسبة يوم المسرح العالمي، حيث يسجل يوم 27 مارس من كل عام اعترافا بقيمة الفن في المنظومة الثقافية وتأكيدا لمكانة المسرح في حياة الشعوب، فقوتنا المسرحية في قطر هي جزء من نسيج هذه المنظومة العالمية.اليوم العالمي للمسرح بالنسبة لي هو التفاتة رمزية للطبقة المسرحية في العالم ومكانتها داخل المجتمع الذي تعيش فيه، ولا يختلف بالنسبة لي هذا اليوم، بل هو كسائر الأيام ولعل الشيء الجيد هو قراءة الرسالة السنوية التي يكتبها رائد من رواد المسرح في العالم يضمنها حصيلة تجربته وقراءاته للراهن المسرحي وجملة ملاحظاته، ولعل الموعد مناسبة حتى نقف عند ما أنجزناه طيلة سنة من العمل وتقييم ما قدمناه في مجال الإنتاج والتوزيع المسرحي.يحمل الاحتفال باليوم العالمي للمسرح دلالة ورمزية لأنه يعكس حضور الفن الرابع وأهميته داخل المجتمع، وهي في الحقيقة مناسبة للقاء الفنانين وممارسي المسرح فيما بينهم لتبادل الرؤى والاراء حول الراهن المسرحي وهمومه وأحلامه، وربما نجد في هذا اليوم اعترافا واهمية اعتبارية للمسرح والمسرحيين من حاضنتهم الاولى وزارة الثقافة والرياضة في اول اطلالتها الجديدة انطلاقا من قناعة القائمين عليها وفي مقدمتهم سعادة الوزير الشاب صلاح بن غانم العلي بالدور الثقافي في المجتمع، وعلى ذلك وفرت الوزارة هذا العام كما في الاعوام السابقة دعما للفرق المسرحية المحلية معنويا وماديا بل، وطالبت الفرق بتكثيف الانشطة المسرحية والمشاركة بافضل ما ينتج على الخشبة من اعمال ابداعية تليق بسمعة المسرح في قطر التي نشأت وتكونت ملامحها على مر السنين الماضية.الاحتفال باليوم العالمي للمسرح تصرف جميل وذو قيمة فنية عالية، وليست مناسبة بل هي وقفة جادة عندما يقدم المشتغلون بالمسرح طيلة سنة كاملة خدمة للفن المسرحي وجدواه في تلمس ما يعيشه المجتمع من ظواهر، كما أن موعد المناسبة بمثابة جلسة سنوية يلتف حولها أبناء مهنة الفن الرابع من الممارسين المحترفين لتبادل وجهات النظر حول واقع المسرح في قطر لتقييم ما تم عرضه.يوم المسرح العالمي مناسبة جيدة تؤكد مكانة هذا الفن في الثقافة الإنسانية ودوره الرائد في تفعيل دور المسرح، ففي كل عام بتاريخ 27 مارس نقف وقفة تأمل لتشجيع ممارسي المسرح في العالم، وتأكيد مكانتهم داخل المجتمعات الانسانية، وهو أمر إيجابي نفتخر به نحن الفاعلين في الحقل المسرحي ويمنحنا التحدي للمضي نحو الأمام بقوة.الانتباه إلى ضرورة تدعيم المسرح وتمكينه من الفضاءات مطلب حضاري يفرضه التفاعل والمنافسة في الابداع المتصاعد بين المسرحيين في دول المنطقة، ونحن في بلدنا نعاني مشاكل تحد من الانطلاق المطلوب من شباب المسرح، فليس من المقبول ان نظل الى اليوم بخشبة واحدة للوزارة هي خشبة مسرح قطر الوطني التي تهالكت وهي الحاضنة الوحيدة للعروض المسرحية.أنا متشائم براهن المسرح القطري الذي تراجع لسنوات إلى الوراء في الفترة الأخيرة خاصة مع نقص الإنتاج والتوزيع المسرحي، وبعد دخول عناصر لا تملك أدوات الفعل المسرحي، هذا اليوم نعده وقفة مع واقع المسرح لدينا لاعادة الروح التي افتقدناها لسنوات.. وسلامتكم.