15 أكتوبر 2025

تسجيل

فوق هام السحب يا سمو الأمير

27 مارس 2014

انفض المولد باختتام "قمة التضامن" التي أطلق فيها مضيف العرب الكبير صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد على القمة العربية الـ 25 التي اختتمت اعمالها في الكويت امس، وما تمخض عنها من دعوة للعمل على تقريب وجهات النظر بين الدول العربية والالتزام بمبادئ ومواثيق الجامعة العربية، وإنهاء الانقسام وإجراء المصالحة وعلى إرساء أفضل العلاقات بين الدولصاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، استبق المنتظر من القمة فأعلنها في كلمته الافتتاحية التي أبهرت المتابعين له، وهو يلقيها أمام حشد من الزعماء العرب ومن أنيبوا عنهم، وأمام العالم بأسره عبر اجهزة الإعلام المختلفة، واستهل خطابه بتقرير عن رئاسة دولة قطر للقمة السابقة، وعن عام مليء بالمشاكل والملفات العربية، كما أوضح الخطاب رؤية قطر وموقفها من مجمل هذه القضايا والملفات.. أهم ما ميز القمة العربية الـ 25 حضورُ سمو الأمير المفدى أعمالها، والاحتفاءُ المستحق لسموه من قبل مضيف القمة والزعماء العرب، وإطلالته البهية، وشموخ هامته، وثقته الثابتة بمواقف بلاده تجاه قضايا العرب، وإلقاؤه المبهر لخطابه الذي خرج من القلب للقلب، معبرًا عن نبض الشارع العربي والإسلامي وتطلعات الأمة، ولم يترك شأنا عربيا إلا وتطرق إليه، وشمل حديثه ضرورة لم الشمل العربي والتغلب على المشاكل التي تواجه أمتنا العربية.لا نريد في هذه المقالة الصغيرة ان نستعرض أبعاد كلمة سمو الأمير الكبيرة التي نؤسس عليها مستقبل أمة، بَيد أننا وفي نشوة هذا الافتخار بأميرنا الشاب وهو يواجه زعماء العالم العربي بوجود خلل في تركيبة نظامهم، نود أن نشير الى الرسالة الواضحة التي وجهها لزعماء الامة بهذا الخلل الذي عانت منه شعوبنا، وما زالت تعاني، فقدم رؤية تحقق لهم الامان والاستقرار وتثبت هيبتهم امام الامم، واحتوت رسالته تحليلاً عميقاً لأهم مشاكل وتحديات الواقع العربي، والحلول المثلى للخروج من دائرة الأزمات الكبيرة التي تعاني منها الأمة العربية.فمن الجمل الجميلة التي وشح بها سمو الأمير خطابه، جملة سيخلدها التاريج بقوله: "لا يمكن أن تقضي الأسلحة الكيماوية وفوهات البنادق على تطلعات الشعب للحرية، إنها تطيل أمد المعاناة فقط"، هذه الكلمات ليس لأنها وليدة معاناة شعب يدمر على مرأى ومسمع من العالم، بل هي منهج سيتعلم منه كل من يتعامل مع شعبه بالوحشية الجارية.أيضا من العبر المستخلصة من خطاب هذا الأمير العربي الشاب ذي الرؤية الثاقبة والواعية، دعوته إلى أهمية نبذ التعصب والطائفية والجهوية، وتثمين التنوع الذي يغني المجتمعات لتبقى المواطنة الصالحة أساس الانتماء.. فالمواطنة بعرف الأمم تعني الانتماء للوطن، والوطن لا يكون، ولا يستقرن ولا تصان سيادته، ولا تشمخ عزته ومكانته، إلا بتكامل قدرات ومهارات وإبداعات مواطنيه.هذه دعوة من سمو أمير دولة قطر لشعبنا العربي من المحيط إلى الخليج.. فهل تجد آذاناً وقلوبًا صاغية.. من زعامات طغى عليها ضيق الأفق. وسلامتكم