12 سبتمبر 2025

تسجيل

القمة العربية

27 مارس 2013

تنعقد القمة العربية التي تحتضنها قطر وآمال الملايين من العرب تتطلع الى النتائج المرجوة التي يمكن أن تحدث فرقا وتغييرا في العمل العربي الذي كان في السنوات الماضية دون المستوى المطلوب، وذلك نظرا لأن العمل العربي المشترك لم يكن محدد الوجهة والرؤية، ولذلك كانت كل الاجتماعات والقمم على اختلافها لا تحقق على أرض الواقع أي تحسن يخدم المواطن العربي ويعزز لديه الثقة والامل بالمستقبل، حتى تضاءلت أحلام الكثير من الشعوب العربية بل كادت تموت حتى جاء الأمل بعد قيام الربيع العربي الذي نتج عنه تغيير أنظمة بعض البلدان العربية التي تعامت عن مطالب شعوبها وما تلا ذلك من طموحات بالتغيير للأفضل بعد أن تحقق لهذا الربيع النجاح وان كانت آثار ما بعد مثل هذا التغيير التاريخي موجودة على أرض الواقع وتشكل جزء من التحديات المستقبلية لهذا الربيع. وهو ما أنعش تطلعات الشعوب مرة أخرى لاسماع صوتها ومناداتها للمطالبة بالحياة الكريمة وأصبح الواقع العربي قبل الربيع شيئا وبعده شيئا آخر وهو ما ينطبق على دور القمة العربية التي أصبحت حدثا ينبغي أن تتغير آلية عمله لتصبح صوتا للجماهير لا للأنظمة كما كان في السابق.. ومن حسن الطالع ان تنعقد القمة العربية هذا العام في قطر التي نادت قيادتها الحكيمة منذ زمن بضرورة تطوير عمل الجامعة العربية وأن ترتقي بعملها لتصبح منبرا حقيقيا للمواطن العربي أينما وجد، وأن تسعى دوما الى خدمة قضاياه وطموحاته وتطلعاته بشكل دائم حتى يمكن للعمل العربي ان يحقق النتائج المرجوة منه، بما يخدم الشعوب العربية كافة التي عانت خلال السنوات الماضية من التهميش ودفع الثمن لبعض الخلافات التي كانت تعرقل كل ما من شانه أن يرقى بالعمل العربي المشترك حتى الى أدنى المستويات المطلوبة وانعكس ذلك على تأخر المشاريع المشتركة والتجارة البينية وتسهيل التنقل بين البلدان العربية وغيرها من الآمال التي بقيت قيد الدراسة وفي أدراج مكاتب جامعة الدول العربية التي كانت لسنوات غير قادرة على فعل شيء جراء الخلافات والمنازعات التي سارت بالعمل العربي الى اتجاهات ومسارات لم يكن للمواطن العربي فيها ناقة ولاجمل كما يقول المثل العربي المشهور.ان الأمل اليوم والقمة تنعقد في قطر متجدد نظرا للدور الكبير الذي تلعبه القيادة الحكيمة لصاحب السمو أمير البلاد المفدى والثقة الكبيرة التي أولته إياها الشعوب العربية لتحقيق تطلعاتها خاصة بعد وضوح الموقف وصدق المشاعر والمثابرة التي يقوم بها سموه لتدعيم وتوحيد الصف العربي، من خلال المبادرات الفاعلة والعمل المتواصل ودعم الاشقاء ومساندتهم في كافة قضاياهم، وهو ما يعد أساسا قويا للبناء عليه للانطلاق بالعمل العربي نحو آفاق أفضل.