30 أكتوبر 2025

تسجيل

الأمان الوظيفي صمام العمل!!

27 مارس 2011

الأمان والاستقرار الوظيفي، ووجود مرونة لا بأس بها في العمل، تحقق للموظف الراحة والامكانية التي تساعده على أداء مهام الوظيفة بكل كفاءة وعلى أكمل وجه، بل أنها تساعده أيضا على الإبداع والإنتاج الجيد، ويتهيأ لمزيد من التطور في عمله دون أي ضغوط في ذلك مما قد يؤدي إلى ضعف وقصور أحيانا!! وما قد يحدث من قلة هذا الأمن والأمان في الوظيفة، ما كان في إحدى المدارس التي لم تراع مدى قدرة المدرسة التي عليها واجبات تجاه طلابها، ومسؤولية أن تؤدي هذه الواجبات على أكمل وجه، وفي نفس الوقت عليها أن تلتحق بدورة نظمت من أجل تطوير قدرات الهيئة التعليمية في المدارس التي للأسف يتضارب وقتها مع وقت وجود المدرسة في صفها مع الطلاب، فالدورة تبدأ في العاشرة صباحا، والحصة في المدرسة تنتهي في العاشرة صباحا أيضا، ومكان الدورة يبعد عن المدرسة بحوالي ساعة كاملة وخاصة في هذا الوقت من اليوم، فالدورة في أقصى الدوحة جنوبا والمدرسة في أقصى الدوحة شمالا، فكيف يمكن للمدرسة أن تلحق بموعد الدورة؟! وهذا يعني وجود تأخير قد يحسب على المدرسة وتوجد لها نقاط تحاسب عليها!؟ والأدهى من ذلك كله أن هذه المدرسة لديها دورة أخرى في أقصى شمال الدوحة تبدأ بانتهاء الدورة الأولى الساعة الواحدة والنصف، وعليها الوجود هناك في التوقيت الصحيح فكيف ذلك؟ وكل هذا بالطبع يسبب ضغوطا نفسية وعصبية، بل وبدنية على المدرسة التي تحاول أن تسابق الزمن في ذروة الازدحام حتى تصل للدورة الثانية، مع اضطرارها للاستئذان من الدورة الأولى قبل انتهائها. لقد كانت معضلة صعبة حاولت المدرسة تجاوزها بكل ما يمكن أن يكون عليه الحال ولم تسلم من التأنيب للتأخير. ونتساءل وقد تتساءلون معنا كيف يمكن أن يتم تنظيم دورتين في أوقات متقاربة وفي أماكن تبعد كثيرا عن الأخرى!! وكيف يمكن أن تؤدي المدرسة واجبها بكل إنتاجية وهي تشعر بأنها في كلا الجانبين مقصرة؟ وكيف لا يمكن للهيئة التعليمية والإدارية في مدرستها أن تنظم لها أوقاتا مناسبة للدورتين؟ بحيث تستطيع أن تتواصل بكل راحة وكفاءة في عملها وفي تأهيلها ويمكن أن تؤدي واجبها تجاه طلابها بإبداع. للأسف الشديد، إن وجود أحيانا إدارة سواء كانت مدرسية أو أي وظيفة أخرى تمارس على منتسبيها نظرية الأمر الواقع، دون الرجوع إلى الموظف، ومعرفة ظروفه وامكانياته، وكيفية تعامله مع المهمة التي سيؤديها، بالإضافة إلى الاستبداد بالرأي الواحد، وعدم تقبل وجهة نظر الموظف التي قد تكون في صالح العمل في أغلب الأوقات، وتساعد الإدارة العليا على اتخاذ القرار السليم الذي لا يؤثر على العمل ولا على العاملين، ويعمل على أن تسير الأمور على أكمل وجه. الكل يدرك أن الإدارة العليا في المدارس تريد مصلحة العمل والمنتسبين إليه والطلاب، ولذا فإنها تبذل الجهد من أجل التأهيل والتدريب للكوادر حتى تسير العملية التعليمية بكل إنتاجية، ولكن ليس على حساب الموظف والمدرس، والضغط على أعصابه، وعدم إتاحة الفرصة له للتعبير عن رأيه فيما سيقوم به وتهيئة الظروف المناسبة لذلك، بالإضافة إلى أسلوب التهديد بالفصل والاستغناء عن الخدمات في أي وقت مما يؤثر على مدى قدرة المدرس على أداء عمله باستقرار وأمان مع خوفه الشديد من فقدان الوظيفة التي يطعم بها أفواه أسرته، فالأمر يحتاج إلى شيء من المرونة والتوجه السليم من أجل أمان وظيفي أكثر للمنتسبين للعمل.