12 سبتمبر 2025
تسجيلربما تكون أوكرانيا حتى وقت نشر هذا المقال قد احتُلت تماما وباتت تحت سيطرة الدب الروسي الذي فاجأها بهجوم مباغت في فجر يوم الخميس الماضي محدثا مفاجأة مهولة في العالم وأوروبا كلها التي لم تتوقع أن يصدق بوتين في تهديداته رغم الحشود العسكرية الروسية التي تضخمت قبل يومين مما يمكننا فعلا أن نسميه غزوا صريحا لدولة كانت وما زالت دولة مسالمة جعل العالم كله يستنكر ما قامت به روسيا ضدها لا سيما وأن تصريحات موسكو بعدم نيتها الاستيلاء على أراضي أوكرانيا أو احتلالها تناقض تماما ما تفعله قواتها على أرض الواقع من اجتياح بدبابات وطائرات تخترق المجال الجوي الأوكراني وسيطرة على مدينة خاركيف ثان أكبر مدن أوكرنيا بعد العاصمة كييف ورفع العلم الروسي على سارية البرلمان المحلي لها مما يعطي رؤية واضحة على أن الحرب إنما هي حرب احتلال صريح وواضح للقوات الروسية لأوكرانيا التي أرادت أن ترفع رأسها من تحت الوصاية الروسية وتنطوي تحت راية حلف الناتو الأوروبي وحلف الأطلسي ولكن على ما يبدو أن الرئيس الروسي بوتين لم يعجبه هذا التحرك فقام بمناوشات امتدت منذ عام 2018 حتى تفجرت حرب حقيقية في 24 من فبراير الجاري أصابت العالم بذهول كبير لا سيما واننا اعتدنا من الدول الغربية اللجوء لسلسلة حوارات ومفاوضات واجتماعات وتوقيع اتفاقيات ورسائل دبلوماسية من هنا وهناك حتى الوصول لحلول جذرية لأي مشكلة يمكن أن تعكر صفو مزاج هذه العلاقات التي يحترمها الغرب من باب المصالح المشتركة الكبيرة التي تجمع هذه الدول، ولا شك أن التفكير بغير هذا المنحى يمكن أن يحدث بين العرب الذي يتدخل الغرب في مشاكله فيقوض سكون هذا ويشعل صبر ذاك وفجأة يتفجر الوضع إلى ما بتنا نشهده في منطقتنا للأسف اليوم. في الحرب الروسية الأوكرانية لفت انتباهي وضع الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلنسكي وما كان لي أن أعرف اسمه وأكتبه غيبا إلا منذ أن تفجر الوضع بين بلاده وبين روسيا الذي من باب المعرفة كان من المنخرطين في سلك التمثيل الفكاهي وعرف بخفة دمه في المسلسلات التي مثلها أما اليوم فهو الرئيس الجاد الذي لم يفر رغم عروض أوروبا بتهريبه مع أفراد حكومته ورفض هذه العروض ونزل بين قواته في شوارع كييف بلباسه العسكري ويصور مقاطع حية ينزلها على صفحة حسابه الموثق في تويتر يدعو فيها الشعب إلى التجلد وعدم تصديق أي مقاطع مفبركة وصورا مزيفة تظهر الجيش الأوكراني وهو يلقي أسلحته مستسلما للقوات الروسية بل إنه يحثهم على أن هذه البلاد مسؤولية كل فرد فيهم لمقاومة ما أسماه بالغزو الغادر على بلاده وأن حصيلة قواته من الأسرى الروس تزداد لحظة بلحظة في حين أعلن أن حصيلة القتلى من الروس تفوق 3000 قتيل طُلب من الصليب الأحمر الدول نقل جثثهم وهذه بشارات نصر لقوات بلاده لكن قول زيلنسكي المشجع لم يخف خيبة أمله ممن اعتبرهم شركاءه الأوروبيين الذين خيبوا ظنه كما عبر عن هذا بإلغائه متابعة حسابات قادة أوروبا الذين كان يتابعهم في تويتر حينما وصف هذه الخيبة بقوله: ( لقد سألت 27 قائدا أوروبيا عن عضوية أوكرانيا لحلف الناتو فلم يجبني أحد ثم سألتهم إن كان منهم من هو مستعد لضمان انضمام بلاده في حلف الأطلسي وايضا لم يجبني أحد فالجميع خائفون )! مختتما حديثه بشكر السويد فقط على وقوفها بجانب بلاده من خلال إرسال آليات عسكرية وفرق طبية وبشرية لمساعدة قواته في هذه الحرب وفي المقابل على الجانب الروسي فإن المتحدثة باسم الكرملين صرحت عن أسف بلادها لإعلان أوكرانيا قطع علاقاتها الدبلوماسية مع روسيا ولا تسألوني من أين أتت هذه المتحدثة باندهاشها إن كان قطع العلاقات هو أخف الحلول تجاه ما قامت به موسكو ولا زالت مصرة عليه رغم العقوبات الأوروبية والأمريكية المشددة التي طالت شخصيات وكيانات روسية وأهمها قرار واشنطن في توقيع عقوبات شخصية على الرئيس بوتين ووزير خارجيته لافروف بمنعهما من دخول الولايات المتحدة في أول عقوبات تُرصد باسم رؤساء في العالم وهو أمر لا يبدو الرئيس بوتين مهتما بحله الآن، لأن تركيزه يبدو واضحا تجاه إعادة هيكلة أوكرانيا من خلال دعوته الصريحة للقوات الأوكرانية للانقلاب على السلطة وإمساك زمامها برعاية روسية ولكن ما أنا متأكدة منه الآن هو أن روسيا أثبتت أنها الدولة العظمى الوحيدة في العالم ولا عزاء لبقية كل عضلاتهم تنحصر في ألسنتهم فقط !. [email protected] @ebtesam777