12 سبتمبر 2025

تسجيل

الفيسبوك

27 فبراير 2015

الفيسبوك فى السنوات العشر الأخيرة من القرن الماضى وحتى الآن حدثت تطورات هائلة فى أجهزة الكمبيوتر وبالتالى فى أجهزة الهاتف الذكية smart phones .. وهذه بدورها أصبحت إلى جانب إستخدامها الأصلى كهواتف تحتوى داخلها على إضافات تمكنها من القيام بكل وظائف أجهزة الكمبيوتر .. بداية من إستقبال وإرسال رسائل البريد الإليكترونى وحتى آخر الوظائف التى يستطيع الكمبيوتر القيام بها . كانت هذه مقدمة لابد منها للدخول فيما نحن بصدد الكتابة عنه .. وهو الفيسبوك .. حيث يعتقد الكثير من الناس أن مواقع التواصل الإجتماعى والتى انتشرت بدورها فى السنوات الأخيرة إنتشار النار فى الهشيم – وأشهرها الفيسبوك بطبيعة الحال – هى غير ذى جدوى ولا طائل من ورائها .. وبالتالى فهى مضيعة للوقت والجهد . ولعل من يؤيدون هذا الرأى يستندون إلى الحقائق التالية : - أجهزة الكمبيوتر العادية والصغيرة والتابلت tablets وغيرها أصبح موجودا منها فى كل البيوت أكثر من جهاز .. حتى فى أسر الطبقات الفقيرة والمتوسطة . - لم يعد هناك إنسان بالغ فى أى دولة ليس لديه على الأقل هاتف نقال واحد .. وهذا ينطبق على كل الشباب والصبية ومعظم الأطفال تقريبا .. وما يجب علينا أن نعلمه هو أن أكثر من نصف هذه الأجهزة هواتف ذكية . - أصبح معظم الناس – إن لم يكن جميعهم – منشغلين بهذه الأجهزة لأوقات طويلة من الليل أو النهار .. فى التصفح والكتابة وخلافه لدرجة أن بعض علماء الإجتماع حذروا فى دراسة لهم نُشرت مؤخرا أكثر من جريدة علمية أوروبية أن هذه الأجهزة أصبحت تهدد الكيانات الأسرية بالتفسخ .. أرجو مراجعة مقالنا " مرضى التوحد الإليكترونى " . - هذا طبعا غير الرأى السائد فى أن كل ما يُنشر فى هذه الصفحات يكون فى غاية التفاهة ولا يستحق ربع الوقت الذى يمنحه الناس لمجرد الإطلاع عليه فقط . وهناك بعض المعارضين للفيسبوك أساسا لأنه يتسبب فى عدة أنواع من المشاكل أهمها : أولا : مشكلات سياسية .. عندما يُستغل فى التحريض على تنظيم المظاهرات أو حتى المسيرات التى قد لا يكون معظمها فى مصلحة الوطن .. ومن ناحية أخرى قد يُستخدم الفيسبوك فى تكوين روابط وجماعات بين أناس غير منتمين لفكر بعينه ولا يوجد بينهم أى نوع من التناغم .. ويربط بينهم فقط ما يبثه أصحاب هذه المواقع من أفكار .. وخير دليل على ذلك روابط الألتراس فى الأندية الرياضية . ثانيا : مشكلات إجتماعية .. وهذه تتمثل فى قبول صداقات قد لا يكون صاحب طلبها ينتحل شخصية غير شخصيته .. أو ينتحل إسما غير حقيقى .. أو يقدم نفسه على غير حقيقة الجنس الذى ينتمى إليه .. ومن البديهى أن كل تلك المقدمات الخاطئة سوف تؤدى إلى العديد من المشاكل الإجتماعية والأسرية والتى قد تصل إلى إنهيار الكثير من الأسر . ثالثا : مشكلات نفسية .. حيث إعتاد الكثير من أصحاب المواقع عرض حالاتهم الشخصية والنفسية ومشاعرهم وعواطفهم وإنفعالاتهم .. وكذلك نشر أخبار المرضى سواء كان صاحب الموقع نفسة أو من يمت له بصلة وطلب الدعاء له .. مما قد يقُال عنه أن ذلك محاولة رخيصة لإستدرار العطف .. وقد يصل الأمر إلى عرض وكتابة بعض الأحداث والمشاكل العائلية .. وهذا كله يمكن أن يكون فى أبسط الحالات عرض مكنونات الأنفس على من لا نعرف وقد يتم استغلاله من بعض أصحاب النفوس الضعيفة باللعب بمشاعر من باتوا يعرفون دخيلة أنفسهم . وفى نفس السياق قد يلجأ بعض الناس – وفى الغالب من الفتيات فى سن المراهقة – إلى الإستعراض ونشر صورهم الشخصية تحت مسمى تغيير البروفايل .. أو مع بعض الأصدقاء مما يصُنف أيضا أنها محاولة لتلقى عبارات الإستحسان التى يفتقرون إليها وقد ترضى غرورهم . كان ذلك إستعراضا موجزا لآراء المعارضين للفيسبوك .. وقد كنت أتمنى أن أنتهى من هذا الموضوع بالكتابة عن رأى من يؤيدون إستخدامه والدخول عليه ولكننى وجدت أننى سأشق على القراء الأعزاء .. ولهذا آثرت أن يكون ذلك هو موضوع مقالنا القادم .. فإلى اللقاء بحول الله . بقلم : د.مصطفى عابدين شمس الدين [email protected] [email protected]