13 سبتمبر 2025
تسجيلالحياة حُبلى بالأحداث، ومع الأحداث تتعالى الأصوات، وهناك تصنيفات ثلاثة للأصوات هي: أصوات مسموعة يتم التجاوب معها، وأصوات مسموعة لا يتم التجاوب معها، وأصوات غير مسموعة. ما هي العوامل التي يتم بموجبها تصنيف الأصوات؟، في اعتقادي أن التصنيف يعتمد على أمور، أهمها مكانة صاحب الصوت، ثم الجهة التي أثيرت ضدها الأصوات، وأخيراً، وليس آخراً، درجة مساس الحدث نفسه بالمواطن. قد تتساءل، عزيزي القارئ، عن هذه المقدمة المتفلسفة عن الأحداث والأصوات، ولن أطيل عليك حيرتك، وسأعود بك إلى مساحتنا المتواضعة في "علوم لبلاد"، لنتحدث بلغتنا البسيطة، وبدون تفلسف، عن نفس الموضوع. بالنسبة للأحداث، تمر علينا في دولتنا العزيزة، وعلى فترات متفاوتة، أحداث، ومعظمها قرارات، تمس المواطن القطري وغيره، بشكل مباشر، تصدر إما من جهة رسمية، أو من جهة خاصة. وأما الأصوات، فهي ردود فعل المواطن القطري إزاء تلك الأحداث أو القرارات، وهذه الأصوات عادة ما تطالب بتفسير أو توضيح بشأن قرارات أسبابها غامضة وغير معروفة، على الأقل لدى المواطن. وبكل أسف، وفي أغلب الحالات، لا يكلف سامعو أصوات المواطنين، الذين يحتكرون الإجابات الصحيحة، لا يكلفون أنفسهم مشقة الإجابة على هذه الأصوات، ويتفننون في المماطلة والتجاهل وإطالة أمد التجاهل، حتى تصبح الاستفسارات والأسئلة نسياً منسياً، كالديون المعدومة. وهناك أمثلة كثيرة على هذه الديون، عفواً، على هذه القرارات ذات الاستفسارات المنسية، بعضها قديم ولا يزال ساري المفعول، وبعضها طازج، على قولة الشاعر "من مَصنعه توَّه يمَشُّونَه". من القديم نذكّركم بقرار رسمي بفرض مبلغ (10000 ريال) غير مسترد، غير مبلغ التأمين، على أصحاب العنن في موسم التخييم، قرار مسَّ جيوب المواطن بشكل مباشر، وتعالت الأصوات تستفسر عن أسباب فرض هذا المبلغ. وإلى الآن، وبعد أكثر من سنة، ما تزال الأسباب مجهولة، ولم يقرر "سامع الصوت" بعد الإفصاح عنها. من المفترض أنّ هناك مؤسسات وجهات في الدولة معنية بهذه الأمور، ومن الواجب عليها عدم تجاهل أصوات المواطنين، لأن التجاهل عنصر من عناصر عدم الاحترام، هل هذا هو قدر المواطن؟ في المثال المذكور كان الأحرى بوزارة البلدية التجاوب مع تساؤلات المواطنين. ولا ننسى في هذه المناسبة الإشادة بقرار وزارة التجارة والصناعة ووزارة العمل بتحديد الحد الأقصى لأسعار استقدام العمالة المنزلية على نحو مبين في جداول مع توضيح كل جنسية وسعر الاستقدام، وهنا لابد من الثناء على هذا الجهد المشكور. عودة لموضوع المقال، أقول "يا سامع الصوت"، أما آن الأوان ليسمع المواطنون صوتك؟ إلى متى كمسؤول ستستمر في تجاهل استفسارات المواطنين عن أمور تمسهم بشكل مباشر؟، هل ترى تلك الأمور صغيرة ولا تستحق التفاعل معها أو الرد عليها؟ صدقني، كل أمر يمس المواطن هو أمر كبير، وكل تجاهل منك هو عدم تقدير. والله من وراء القصد. twitter@mohdaalansari