14 سبتمبر 2025
تسجيللو أردنا أن نحصي ما جرى حتى الآن منذ انتحار الثواني الأولى لعام 2020 لقلنا بلا شك أننا على وشك أن نحصي أحداث عام كامل وليس عاماً من المفترض أن شهر يناير منه لم يمض بعد ! فأي سنة هذه التي بدأت بما لا يبشر بخواتيمها ؟! أي عام هذا الذي بدأت أحداثه ما بين اغتيال وانتقام وموت وزلزال وأوبئة وأمراض فتاكة وحروب وصراعات وقضايا تتفاقم على طاولة مجلس الأمن وسط انعدام الحلول لها ؟! فكلنا لا يزال يتذكر فجر يوم الجمعة 3 يناير 2020 حينما استيقظت إيران ومثلها العراق على حادثة تصفية الولايات المتحدة للقيادي الإيراني بالحرس الثوري قاسم سليماني وقت خروجه من مطار بغداد قادما من سوريا ليثور العالم ما بين مستهجن للجرأة الأمريكية ومترقب للثأر الإيراني القادم، وبين مبارك للضربة ومستهين بردة الفعل الإيرانية والتي جاءت سريعا بعد ثلاثة أيام بقصف قاعدتي عين الأسد وأربيل الأمريكيتين في العراق دون أن يكون لهذا القصف الذي جاء في فجر الثامن من يناير أيضا أي تأثير يذكر سوى أن ترامب وعد بالمزيد من العقوبات الأمريكية على إيران، في حين رأت طهران أن ردها هذا لن يكون الوحيد وأن الحل الناجح لأي أمريكي يخشى على حياته هو أن يغادر إلى موطنه بأسرع وقت ممكن وأن تخلو المنطقة من أي تواجد لأي قوات أمريكية لن تكون بعد هذا التحذير في مأمن عن أي هجوم إيراني أو من يناصر الموقف الإيراني في حربها التي بدأتها مع بداية هذا العام، الذي استمر بتقديم مفاجآته حينما بلغنا بمزيد من الحزن نبأ وفاة السلطان قابوس بن سعيد رحمه الله ثم توالي أخبار وفيات بعض الشخصيات الفنية والمؤثرة في عالمنا الخليجي والعربي لتبدأ بعدها سلسلة الكوارث الطبيعية من زلازل وهزات أرضية في إيران وتركيا ثم يتفجر الوضع بانتشار وباء كورونا الجديد القاتل الذي تتضاعف نسبة الوفاة فيه عن نسخته الأولى وانتشاره بصورة كبيرة في عدد من الدول أهمها الصين ثم تايلند واليابان وكوريا الجنوبية وسنغافورة حتى ماليزيا والأمور تشير إلى أنباء غير مؤكدة تتناقلها بعض المواقع عن اكتشاف أمصال ولقاحات وعلاجات خاصة بهذا الوباء من شأنها أن تقضي على هذا الوباء الذي تنتشر مقاطع الإصابة به ومشاهد المصابين وهم يتساقطون مثل الذباب في الشوارع ومحطات انتظار القطارات والحافلات وهو أمر حظيت هذه السنة أيضا بأن تتضمنه وكأن أخبار الحروب والقضايا والصراعات لم تعد كافية لأن تتوارثها الأعوام حتى نُبتلى اليوم بما يمكن أن يكون أخطر من السلاح والرصاص !.. فيا سبحان الله فهذه السنة لا تبدو لي أنها قادرة على الصمود أكثر ففي شهرها الأول حفلت بكل هذا فكيف بباقي شهورها وأيامها وساعاتها ؟! وبماذا يمكن أن تكون حبلى بأكثر من هذا إن كان ما قدمته في أيامها الأولى وتسلمته من العام الماضي أكبر من أن يتحمله الباقي منها ؟!. نعلم جيدا أننا بتنا نعيش أياما صعبة وأن قضايانا العربية تتفاقم وتزيد تعقيدا وسط تواطؤ بعض الحكومات الخليجية والعربية في كب الزيت على النار، ولذا ليس علينا فعلا أن نحمّل ردهات الأمم المتحدة إن لم تجد لقضايانا حلولا ونحن من نغذي هذه الأعوام ما يجعلها تبدأ كما بدأ به عام 2020 الذي لا يبدو أنه رؤوف وصبور علينا للأسف !. ◄ فاصلة أخيرة: اللهم جمّلها بلطفك وحلمك !. [email protected]