09 سبتمبر 2025
تسجيلكيف سيكون الحال عندما تغادر مراسينا آخر سفينة؟! كيف سيكون الحال عندما تغادر آخر سفينة لنقل النفط ميناء مسيعيد في جنوب البلاد أو من مرساها في جزيرة حالول المركز البحري لتصدير النفط؟ وعندما تغادر آخر باخرة لنقل الغاز الطبيعي ميناء راس لفان في شمال البلاد؟ تغادر تلك السفينتان بآخر شحنة نفط وغاز من أراضينا! قد لا يكون أي منا حاضراً لهذا اليوم، لكنها أيام لا شك قادمة سيعيشها أبناؤنا أو أحفادنا. هل ستكون الأجواء احتفالية تذكرنا فيها الأجيال القادمة بالخير وتشكرنا على مشاريع التنمية وتحويل البلاد إلى كيان معتمد على عدة مصادر للدخل؟ وذلك من خلال الخطط التي استفادت من مرحلة النفط والغاز ونوعت مصادر الدخل بعد هذه الثروة الناضبة ولو طال الزمن، هل سيعتمد الوطن على مصادر أخرى بفضل جهود أبنائه المخلصين في مجال الاستثمار والصناعة والتجارة والزراعة والاستغلال الأمثل للطاقة الشمسية وغيرها؟ أسئلة تبحث عن إجابات للقادم من الأعوام. أم ستكون أجواء حزن وخوف وحسرة على مصير البلاد والعباد؟ هل تذكرنا الأجيال القادمة بالسوء - لا سمح الله - وتدعو علينا بسبب استنزاف موارد البلاد بالسفه والتبذير وتفشي الفساد المتسبب في تبديد ما حوته الأرض والبحار بدون مردود إيجابي يحفظ للأجيال القادمة حقها ونصيبها من خير بلادها؟.. لحظة خيال تراودني في كثير من الأحيان. وقد يكون لصمودنا في مقاومة الحصار الجائر مثال حي على إمكانية استشراف مستقبل الأجيال القادمة وتحصينه بكافة الوسائل. وإن الثروة التي لا تنضب وقادرة على التكيف مع المتغيرات المحلية والإقليمية والدولية هي جيل متعلم تعليمياً نوعياً ويحمل وعياً وطنياً شاملاً. البعض إذا ما استحضر اللحظة قد يشعر بغصة! منبعها خوفه على الوطن ومقدراته. لتكن ثقتنا في الله وفي أنفسنا كبيرة لتعبر سفينتنا بحر التنمية بأمان وسلام إنها قضية وطن عزيز على الجميع اسمه قطر ◄ آخر الكلام: هل سيحتفل الوطن بآخر شحنة نفط يصدرها؟ أم يتحسر على ثروة كنا نملكها؟. alkuwarim @hotmail.com