27 أكتوبر 2025
تسجيلالشائع عن النبي لوط أنه ابن أخ النبي إبراهيم عليهما السلام، وكانا يسكنان بمنطقة واحدة، هي بيت إيل القريبة حاليا من رام الله بالضفة الغربية، على حد ما يمكن استنتاجه مما جاء في قراءات اعلامية مؤخرا في شرح لما ورد بشأنه في التوراة، ثم انفصلا كل بأهله وماشيته، وراح لوط يبحث شرقا عن منطقة ريّانة خضراء تتوافر فيها المياه والمراعي، فوجدها قرب مدينتي "سدوم وعمورة" المروية أراضيهما الخصبة بمياه نهر الأردن، فحط رحاله هناك، واختار "سدوم" للسكن.اشارككم اعزائي القراء اليوم في هذا الاكتشاف المثير الذي اعلن عنه مؤخرا من مصادر اعلامية نقلا عن علماء آثار منشغلون حاليا بخبر العثور على ما يميلون الى أنه بقايا "سدوم" المعروفة اسلاميا بمدينة "قوم لوط" النبي الذي سكن فيها قبل أكثر من 3500 عام، التي تجمع الكتب السماوية وأهمها القرآن الكريم ما حدث لها بواقعية علمية ان قصاصا الهيا جعلها وأهلها كأنها لم تكن.بقيت هذه المدينة درسا وموعظة للأجيال قال تعالى ""ولقد تركنا منها آية بيّنة لقوم يعقلون"" ولهذا لم يجد احد شيئا من "سدوم" طوال قرون، الى أن عثرت بعثة آثار أمريكية ثابرت على التنقيب 10 سنوات في منطقة "تل الحمام" بالأردن، على "الآية" التي طال غيابها، وهي خرائب "سدوم" التي بدأ يتضح أن الحياة توقفت فيها فجأة طبقا لما ذكره البروفيسور Steven Collins من جامعة ترينتي ساوث ويسترن بولاية نيو مكسيكو.الباحث الجيولوجي كوللينز هذا هو أول من نسب خبر العثور على آثار "سدوم" بالجنوب الأردني، الى دورية Popular Archaeology أعدت تحقيقا معززا بصور وبيانات وصلت الى وسائل اعلام عالمية، وما زالت تتطرق للآن الى مستجدات ما تم العثور عليه، ووصفه رئيس البعثة بأنه "مبان قديمة وأدوات من مدينة كبيرة جدا كانت في العصر البرونزي كانت دولة ضخمة سيطرت على كل منطقة جنوب غور الاردن".البروفيسور كوللين اعتبر ماعثر عليه أشبه بكنز حقيقي في كل ما يخص علم الآثار من ناحية نشوء وادارة مدن "دولة بين 1540 الى 3500 قبل الميلاد" واكد ان منطقة "تل الحمام" في الجنوب الأردني، هي "سدوم" التي حل فيها الخراب فجأة، تلك المدينة "الدولة" التي ذكرت التوراة في "سفر التكوين" بأن الله عاقبها بالنار والكبريت.كان قوم لوط يتهافتون على الفواحش، فقرر نبيهم لوط اصلاحهم بدعوتهم الى الله ونهيهم عما يرتكبون، قائلا "تأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين" وبعد ان يأس لوط منهم استغاث ربه "رب نجني وأهلي مما يعملون" فأرسل اليه ملائكة طمأنوه "وقالوا لا تخف ولا تحزن إنا منجوك" وأخبروه بما سيفعلون "إنا منزلون على أهل هذه القرية رجزا من السماء بما كانوا يفسقون" ثم بدأ القصاص الموعود "فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود"، وتحقق الوعد "ولقد تركنا منها آية بيّنة لقوم يعقلون"القرآن الكريم وحده الذي ذكر ما اكتشفه كوللينز بعد 14 قرنا، وهو أن "سدوم" كانت عليا وسفلى وهو لغز برسم الحل عبر تنقيبات للتعرف الى ما حدث في "سدوم" وأشار اليه القرآن بما يختلف عن التدمير بنار وكبريت، وكأن كويكبا ارتطم بالمدينة وجعل أسفلها أعلاها، ونجا منه النبي لوط.هذه آيات الله فهل من معتبر؟ وسلامتكم