12 سبتمبر 2025
تسجيليبحث خبراء مال واقتصاد طرق إدماج مجالات علمية ورقمية هي الروبوت والبيانات الضخمة والإنترنت في بيئة أعمال جديدة، والتي باتت مطلبا عالميا ملحا في ظل عولمة اقتصادية وفضاء مفتوح وتشابك معلوماتي كبير.هذا أبرز ما تناوله خبراء دوليون ورجال اقتصاد في منتدى "دافوس" قبل أيام، والتي اكتسبت انتشارها الواسع من الحاجة المؤسسية لها، وكونها أساسا لاقتصادات الطاقة والخدمات والمال والتقنية. ركزت الدول على ثلاثة علوم كما ذكرت آنفا، وتعنى بالبيانات الضخمة بقطاع المعلومات الذي يشكل أساسا للتعليم والصحة والطاقة والحياة العامة، فقد أنفقت الدول في 2012 ما يقارب 29 بليون دولار على تقنيات البيانات الضخمة، وهي اليوم تتجاوز ذلك بكثير. ويعنى مجال استخدام الروبوت بتقليل الأيدي العاملة والاعتماد على العقلية التكنولوجية في تسيير مصانع الغد، ففي الوقت الذي يبحث عالمنا فرص استخدامها فإن عديدا من الدول الأوروبية واليابان والصين كانوا سباقين في هذا المجال، وأنا عايشت عن كثب مصانع سيارات عريقة في بريطانيا وألمانيا وأمريكا مثل مصانع سيارات بيجو وفوكسل الإنجليزي والجاكوار، وهي تعمل على مدار الساعة وفق آلية ميكانيكية ذكية.ويعنى مجال إنترنت الأشياء بقطاع التقنية من حواسيب وبرمجيات وهواتف ذكية وأجهزة لوحية محمولة ومواقع تواصل اجتماعي وشبكات وبريد إلكتروني، والتي سحبت البساط من تحت أقدام الوسائل المعلوماتية التقليدية. هذه العلوم الثلاثة هي عالم المستقبل، فقد حدد خبراء دافوس أهميتها في تحقيق ميزة تنافسية للمؤسسات، وسرعة اتخاذ القرار داخل الشركات، وزيادة كفاءة الأداء وجذب العملاء، وإمكانية استفادة المشاريع التجارية وقطاعات التعليم والأعمال والصحة والسياحة من الإنترنت. وتقف أمام المجالات الجديدة تحديات هي: نقص الكوادر المؤهلة في علوم التقنية وهذا ما يعاني منه عالمنا العربي، وعائق اللغة التواصلية عبر الإنترنت، وضعف المحتوى المعرفي والعلمي المحفز لدخول بيئة الأعمال، وضعف البنية التحتية لقطاع الاتصالات في منطقة الشرق الأوسط نتيجة النزاعات، وفجوة المعلومات التي نجدها بين المتخصصين والمجتمعات، وضعف النفاذ إلى الإنترنت بسبب نقص الكفاءة والخبرة. أضف إلى ذلك حجم البطالة التي سيخلفها الاعتماد على الآلات مثل تقنية الحواسيب والروبوتات، وتراكم المعلومات القديمة، وحاجة المعنيين إلى تحديثها وتطويرها، والذي يستغرق سنوات كثيرة. كما يتطلب أيضاً التعامل مع تلك العلوم كثيرا من الموازنات المالية والتقنية والخبرات العميقة، إذ إن تأسيس شركات تعنى بهذه الصناعة ليس بالأمر السهل.ففي كل يوم يستقبل عالمنا بلايين البيانات من مواقع الإنترنت والتواصل الاجتماعي ومواقع البيع التجارية، والتي يطمح كثير من الاقتصاديين في استغلالها في المشاريع العملاقة.