11 سبتمبر 2025
تسجيلبكى الجميع فراق الحبيب.. حتى ابتلت اللحى.. وفُجرت الدموع من عيون النساء.. فقطر ودعت واحدا من أعز وأتقى أبنائها. بكى الجميع رجالا ونساء وأطفالا حزنا على فراقه.. ولكن عبدالله رحل وهو مبتسما!!.. للبشارة ولمحبة الناس وزفته إلى جنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين.. وفيها ما فيها.فصبرا آل عبدالله الكعبي الكرام.. نعم.. فالحدث جلل والفراق ألم.. ولكن العاقبة للمتقين.فقدت أرضنا الطيبة ابنها الطيب المبارك.. إمام ذو لحية كريمة.. وعسكريا صاحب واجب وشيمة.. ومديرا للثقافة الملتزمة.. فقطر لم تفقد شخصا واحدا وإنما أشخاصا في جسد شخص واحد أدرك بأن الحياة رسالة ومعنى وقيمة.. فاستغل جل وقته لخدمة دينه ووطنه ومجتمعه...آآآه.. على هذه الفاجعة والمصيبة والحدث الجلل.. وعلى فقدان روحه الطيبة.. ولكن الله قضى أمرا كان مفعولا.. فالصبر والسلوان لوالدته الكريمة وأبيه الفاضل وأسرته العزيزة.. فنظل كلنا أمانات تسير على الأرض.فلا تحزني يا أم عبدالله.. فقد أديت واجبك على أكمل وجه وسلمت الأمانة لبارئها كما يجب.. ولا تحزن يا أبا عبدالله فقد أهلت ابنك ليتبوأ مكانا رفيعا في الجنة بإذن الله.. وصبرا أسرة وإخوة عبدالله.. فقد رحل الحبيب عن الحياة الفانية إلى الحياة الدائمة ليجد لكم مكانا في الجنة.. وليجهز تاج الوقار لوالديه الكريمين وليكون رحمة لكم وشفيعا.. أو لم يبشرنا الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام بأن قارئ القرآن التقي وأهل الجنة يشفعون لسبعين؟! فلله دركم آل الكعبان الكرام على هذه البشارة التي أتتنا من أرفع سماء.رحل عبدالله عنا فجأة ولكنه كان مبتسما.. لأنه رأى البشارة.. ورأى وجوه الملائكة الكرام النيرة تبتسم له.. متفائلا بعطاء ربه ووعده.. مدركا بأن الله رؤوف رحيم وانه سبحانه لا يخلف الميعاد.ومن رحمة ربه وكرمه ومحبته لعبده التقي.. لم يقطع ذكره من هذه الدنيا بقدوم عبدالله الصغير ـ يحفظه الله ـ ليكمل مسيرة أبيه الطاهرة العفيفة ويمسك بيمينه راية لا إله إلا الله محمد رسول الله.. فأكثر من هذا تكريم وأكثر من هذا رحمة؟!.. رحمك الله يا عبدالله.. وأطال في عمرك وبارك فيك يا عبدالله.