17 سبتمبر 2025
تسجيلتهتم دولة قطر بالتراث الشعبي بشكل عام وقد احتضنت مركز التراث الشعبي لمجلس التعاون لدول الخليج العربية من العام 1982 وحتى 2005 عندما قررت دول المجلس إغلاقه والمؤسف أن السبب هو عدم الجدوى والموازنة التي تصل في ذلك الوقت لـ6 ملايين الآن دول المجلس تدفعها للاعب درجة ثالثة في أحد أنديتنا وهناك الآن جهات تعمل على توثيق التراث الشعبي في قطر ومنها إدارة التراث بوزارة الثقافة والفنون والتراث ومركز قطر للتراث والهوية وهيئة متاحف قطر ومؤسسة الحي الثقافي " كتارا " ودار الإنماء الاجتماعي وجامعة قطر وغيرها من الجهات التي تهتم بالتراث وقد حضرت الأسبوع الماضي ورشة عمل لهيئة متاحف قطر وقد تم دعوة العديد من الجهات والشخصيات المهتمة بالتراث الشعبي فقد تم وعلى مدى يومين مناقشة العديد من أوراق العمل في هذا المجال وأتمنى أن تستمر الهيئة أو أي جهة ذات علاقة بهذا العمل، وإن كنت أتمنى من إدارة التراث أن تقوم بهذا العمل على اعتبار أنها الوريث الشرعي لمركز التراث الشعبي وأنها تحتوي أرشيفه ورغم هذا الاهتمام الكبير الذي توليه الدولة بالتراث إلا أنه حتى الآن لم يتشكل مصطلح نتعامل معه في بحوثنا أو ندواتنا أو حتى المفهوم عند العموم. والتراث الشعبي أو الفولكلور أو المأثورات الشعبية هو: عادات الناس وتقاليدهم وما يعبرون عنه من آراء وأفكار ومشاعر يتناقلونها جيلاً عن جيل. ويتكون الجزء الأكبر من التراث الشعبي من الحكايات الشعبية مثل الأشعار والقصائد المتغنّى بها وقصص الجن الشعبية والقصص البطولية والأساطير. ويشتمل التراث الشعبي أيضًا على الفنون والحرف وأنواع الرقص، واللعب، واللهو، والأغاني أو الحكايات الشعرية للأطفال، والأمثال السائرة، والألغاز والأحاجي، والمفاهيم الخرافية والاحتفالات والأعياد الدينية. والتراث الشعبي قديم قدم الإنسان. وتحتوي المُدَوَّنَات المخطوطة التي تركها الناس قديمًا على أمثلة للتراث الشعبي. وعندما طور الناس نظام الكتابة، بدأوا في تسجيل أو تدوين القصص الشعبية. ليس من الضروري أن يكون التراث الشعبي مدونًا أو مكتوبًا، إذ إن كثيرًا منه قد تناقله الناس شفهيًا من شخص لآخر. وحتى في يومنا هذا، فإن بعض الشعوب ليست لها لغة مكتوبة، ولكن لديها الأغاني الشعبية والأساطير والخرافات وعناصر التراث الشعبي الأخرى. وفي بعض الأحيان ينتقل التراث الشعبي عن طريق المحاكاة والتقليد. ولقرون عديدة، تعلَّم الأطفال الألعاب مثل القفز، ولعب البِلْيَة (كرة زجاجيّة أو رخاميّة صغيرة يلعب بها الأطفال) وذلك عن طريق مشاهدة ومحاكاة وتقليد صغار الأطفال الآخرين. وعندما يهاجر الناس من بلد لآخَر فإنهم يأخذون معهم التراث الشعبي الخاص بهم، ويقومون بتكييفه مع بيئاتهم ومحيطهم الجديد، ومن القرن السادس عشر الميلادي حتى القرن التاسع عشر الميلادي، على سبيل المثال، تم ترحيل الآلاف من غربي إفريقيا إلى النصف الغربي من الكرة الأرضية حيث استُعبدوا. وتحتوي الحكايات الشعبية لغربي إفريقيا على قصص حول عنكبوت ماكر يسمى أنانسي، وعلى مر السنين واصل الناس سرد الحكايات عن أنانسي، ومع ذلك فقد تغيرت القصص حول العنكبوت بصورة تدريجية لتعكس الحياة في العالم الجديد، واليوم أصبح الأنانسي رمزاً شعبياً محبوبًا في التراث الشعبي الإفريقي أو الزنجي في كل من غربي إفريقيا والمنطقة الكاريبية. فهل نجد نتيجة هذا الاهتمام مشاريع مهمة تسهم في إبراز التراث. والشكر موصول لسعادة الشيخ الدكتور حسن بن محمد آل ثاني وإلى ناصر الحمادي وكل من حضر وأسهم بفكره في الورشة.