إنسانية

في كثير من الأحيان أطرق بالتفكير في العديد من القيم والمبادئ التي تحكمنا كبشر، وأفكر في مدى تطبيقنا لها وتأثيرها المباشر علينا كأفراد ومجموعات، وهل بالفعل نحن نؤمن بها ونعتقد بأهميتها لتكون بعد ذلك جزءًا من تشكيل شخصياتنا وإطارنا العام، أم هي مجرد برواز نعود إليه كلما همت بنا التحديات أو التهديدات التي قد تُلامس قيمنا الأصيلة. من بين أهم تلك القيم التي أتأملها دائما قيمة الإنسانية، تلك القيمة التي تدفع البشر إلى أن يعيشوا بانسجام، كما أنها تُعزّز القيم الأخلاقية لدى الفرد، مثل العدالة والنزاهة، وهي بالتالي ضد العنف والجرائم في حق الإنسان، كما ظهرت مؤخّراً العديد من المفاهيم المعاصرة التي أصبحت مرتبطةً ارتباطاً وثيقاً بمصطلح الإنسانية، كحقوق الإنسان، والتنمية، والأمن البشري، وتمت الإشارة إلى الإنسانية في العديد من القوانين في المعاهدات الدولية، حيث إنّها تُعدّ مصدراً مهمّاً للقانون الدولي. وبعيداً عن كل ذلك وقريباً من الإنسانية البسيطة التي تلامسنا يومياً في حياتنا ألا تعتبر مساعدة إنسان كبير في السن يريد عبور الطريق ليصل إلى المسجد في الرصيف الآخر المقابل من منزله دون أدنى سبب أو مقابل هو وجه من وجوه الإنسانية؟ ألا تعتقد أن إنصاف المظلوم ومحاولة رفع الظلم عنه ورغبتنا الملحة في تحقيق العدالة في المجتمع ولو بكلمة حق منا في ساعة صمت من الجميع هي صورة من صور الإنسانية، وإحداث التغيير الإيجابي في العالم من حولنا؟ ألا تظن أننا عندما نتعايش مع من حولنا من أفراد باختلاف الخلفيات والثقافات بسلام واحترام، فإن ذلك يظهر روح الانفتاح والتسامح، فالإنسانية تتطلب منا أن نعيش معًا بسلام ونتقاسم الفضاء والموارد بحب واحترام تجاه بعضنا البعض. وعندما نتحدث عن قيمة الإنسانية في حياتنا فلا بد من أن نتذكر أن الإسلام يمتاز بنزعته الإنسانية الواضحة الثابتة الأصيلة في معتقداته وعباداته، وتشريعاته وتوجيهاته، إنه دين الإنسانية، ولابد أن نقف عند سمات من جَسَّد الله فيه الإسلام، وجعله مثالا حيا لتعاليمه، وكان خُلقه القرآن، نستطيع أن نصفه بأنه "الرسول الإنسان"، ومنه نستمد التعاليم والإلهام والصفات، عليه أفضل الصلاة والسلام. سطوري لهذا اليوم هي تذكير بأن الإطار الذي يربطنا جميعاً هو الإنسانية، هذه القيمة النبيلة التي يتفق الجميع على أهميتها في حياتنا، هي الأكسجين الذي ينعش القلب إن مال، وهي الظل الذي يُستظل به كل من أحرقته قوانين البشر. صوت: الإنسانية هي أن يشعر الإنسان بغيره ويعطف على كل من حوله، فكن إنساناً، من أجل ذاتك وحياتك ومجتمعك. [email protected]