30 أكتوبر 2025
تسجيلمن يُبتلى بالطمع لا أمل له في السعادة، فلتستمتع بما تملك، الطمع عدو يتربص بك وأنت لا تشعر، لاتوجد ضغينة في النفس تفوق الطمع الناتج عن الحسد، الناتج ايضاً عن مراقبة الناس أو مقارنتك بغيرك، الممالك ثلاثة، ارستقراطية الحسب والنسب، وارستقراطية المال والثروة، ونخب الفكر، هذه الاخيرة هي الوحيدة التي تمنح صاحبها التميز، لانها ذاتية، ليست وراثة، في مجتمعاتنا، هي أقل الارستقراطيات حظاً، الناس تحسد ذا الحسب والنسب، وتحسد صاحب المال والثروة لكن لا تحسد صاحب الفكر على الاقل بمثل سابقيه، بل سمعت من يطلق على صاحب الفكر لفظة «معني نفسه» يعني محملها ما لاطاقة لها بها ان الطمع في سعادة خيالية يفسد كل شىء في هذه الحياة، على المرء ان لا يرفع سقف توقعاته وطموحاته ويتجنب الافراط، من السهل ان تكون تعيساً، لكن من الصعب ان تصبح سعيداً، التعاسة يمكن قياسها الا ان السعادة لا يمكن قياسها، فكل ما تطلب مزيداً من السعادة تكون اقرب الى التعاسة، حياة هادئة، لا تخلو من المعاناة، ربما افضل ما يمكن الفوز به، يقول لا يبنتز الفيلسوف الالماني الشهير الذي اوجد قانون التفاضل والتكامل في الرياضيات ان عالمنا هذا هو افضل العوالم «الممكنة» عبارة عظيمة، الممكن هو المتاح الذي يجب أن تحتفي به، لا الكامل الذي تشقى بالبحث عنه والركض خلفه وهيهات ان تدركه لأن طبيعتك البشرية الناقصة غير مؤهلة من الأصل لبلوغه والفوز به.