10 سبتمبر 2025
تسجيلأسدل الستار قبل أيام على أكبر تظاهرة رياضية في العالم وهي بطولة كأس العالم قطر 2022، والتي وصفت بأنها الأفضل والأمثل في تاريخ اللعبة منذ انطلاقها في الأوروغواي عام 1930م. منذ اثني عشر عاما وبالتحديد في عام 2010م تم اختيار دولة قطر لتنظيم نهائيات مونديال 2022، ومنذ هذا التاريخ وهي تتعرض لسلسلة من الحملات الشرسة اليائسة من القريب والبعيد لتشويه صورة قطر وثني الدولة عن إقامتها، ورغم كل ذلك أبى القائمون عليها إلا التحدي، والإصرار على أن تكون النسخة الأكمل والأجمل على الاطلاق، وهذا بفضل الله ثم جهود حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وفريق العمل القائم على التنظيم، وعلى رأسهم سمو الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني الممثل الشخصي لسمو الأمير. انتهت هذه النسخة الاستثنائية من البطولة ويبقى الأثر الذي تركته في نفوس الملايين حول العالم، والذي بدورنا يجب الحفاظ عليه، وتعزيزه في نفوس الأجيال القادمة، وبهذا الصدد لن ننسى كيف مرت هذه البطولة سلسة سهلة بدون أي مشكلات أمنية، وكيف سارت هذه البطولة، ورسخت في عقول ونفوس الجماهير من شتى بقاع الأرض طيبة وكرم القطريين والمقيمين فيها. إن هذه البطولة برهنت للجميع أن الإسلام دين سلام وتسامح، هذا التسامح دفع الكثير من الزائرين لرفض ما تردد من معلومات خاطئة عن العرب والمسلمين، فرأينا مدى التعاطف الكبير من قبل الزائرين، وكيف تأثروا بقطر وثقافتها العربية والاسلامية، لأنهم تعرفوا عليها عن قرب بعيدا عن المؤثرات والحملات الكاذبة المضللة، التي أطلقت منذ زمن، وبلغت أوجها قبل المونديال، وبل رأينا كيف أصبح الزي العربي أيقونة ارتداها الجميع رجالا ونساء. سيذكر التاريخ أن هذه البطولة انطلقت بالآية الكريمة: {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثىٰ وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير}، وشاهدنا في ختامها تتويج بطل العالم ليونيل ميسي «بالبشت» وهي رمزية تعبر عن أعلى مراتب الاحتفاء لدى القطريين والعرب، فهذا اللباس الذي يرتدى في الأعياد والمناسبات الخاصة والهامة كان أبلغ رد على الحملات التي شنت طوال البطولة وتطالب بارتداء بعض المنتخبات لشعارات تتعارض والفطرة السليمة، فكانت هذه رسالة واضحة للجميع أن القطريين متمسكون بقيمهم ومبادئهم رغم كل الضغوط التي مورست عليهم. لا ننسى كذلك أن صاحب فكرة استضافة كأس العالم هو سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الذي راهن على وطنه وشعبه في استضافة وانجاح هذا الحدث العالمي، واليوم وبعد انتهاء البطولة يشاهد هذا النجاح الكبير الذي تحقق بفضل رؤيته وايمانه الراسخ بأن المستحيل ليس قطريا. ولا يخفى على الجميع الدور الذي قامت به الأجهزة الأمنية في تأمين هذه البطولة وكذلك الأجهزة الإعلامية وما قامت به من تغطيات ماراثونية امتدت لأيام لنقل أحداث هذه التظاهرة العالمية على أكمل وجه من صحف وقنوات فضائية وإذاعية وعبر وسائل التواصل الاجتماعي. وكذلك المتطوعين الذين قدموا الوقت والجهد لإنجاح البطولة وجميع الأجهزة المعنية في الدولة. وختاما: كان الاعتزاز بالدين والقيم، وإبراز الثقافة العربية والإسلامية، والكفاءة الوطنية، والصبر والمصابرة، وطول البال، من أبرز عوامل نجاح هذه الملحمة، وجعل دولة قطر تحقق أهدافا أكثر من الأهداف التي هزت شباك المنتخبات في المونديال.