10 سبتمبر 2025
تسجيلإن من اليقين عند كل مسلم أن القرآن كتاب الله، وأن الله قد تكفل بحفظه إلى قيام الساعة، وقد درج أعداء الإسلام منذ القدم على حملات الطعن والتشكيك في القرآن، وقد فشلت هذه الحملات الواحدة تلو الأخرى؛ لأن الله تكفل بحفظه، فقال تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} فهو محفوظ في الصدور، بل من وسائل حفظه ما قام به السلف من جمعه ونقطه وإعجامه، ثم جاء الخلف من بعدهم، فتسابقوا في طباعته ونشره في شتى أنحاء العالم الإسلامي والعربي، وحرص فريق منهم على ترجمة معانيه، مما كان له بالغ الأثر في اهتداء الكثيرين من الغرب إلى الإسلام. ثم تنوعت أساليب حفظه ونشره في العصر الحديث، فأقيمت له حلقات التحفيظ في كل بلد عربي وإسلامي، وعقدت له مجالس التفسير عبر الوسائل المكتوبة والمسموعة والمرئية، كما شهد القرن الماضي أول جمع صوتي للقرآن الكريم بأجمل الأصوات، ليكون وسيلة جديدة من وسائل حفظه من التحريف، ثم انطلقت الوسائل المختلفة - المذياع والتلفاز والفضائيات والمواقع الالكترونية والتواصل الاجتماعي - تقوم بدورها في حفظ كتاب الله، لذا نقول مهما حاول الحاقدون من أعداء الإسلام ومن يدفعونهم من المتطرفين تحريفه أو محوه فعاقبتهم الخيبة والخسران لأنه محفوظ في الصدور. وفي الأسبوع الماضي وبالأمس القريب أيضا حاول الغرب الحاقد أن يستفز مشاعر ما يقرب من ملياري مسلم، فقد سمحت حكومة السويد وهولندا والدنمارك لبعض المتطرفين الحمقى، بحرق كتاب الله أمام الشاشات وعدسات التصوير، تحت مسمى حرية الرأي، بل وبحماية من أفراد الأمن فيها. إن هذا الفعل الشنيع حرك الشارع الاسلامي حول العالم للمطالبة بمواقف حازمة تجاه هذه الدول، وطالب العديد من العلماء في شتى بقاع العالم الإسلامي والعربي بمقاطعة منتجاتهم، كما أصدرت العديد من الدول الاسلامية بيانات التنديد والشجب والاستنكار وطالبت حكومة هذه البلدان بوقف هذا الأعمال التحريضية والاستفزازية والتي تؤذي مشاعر ملياري مسلم حول العالم. إن استمرار هذه الأعمال المخزية تعد حملة من حملات الكراهية في الغرب على الإسلام بحجة الاسلاموفوبيا، والتي تحرض على الكراهية والتميز والعنف، فقد دعت دولة قطر من خلال بيان وزارة الخارجية المجتمع الدولي إلى تحمل المسؤولية لإيقاف كافة أشكال خطاب الكراهية المبني على المعتقد أو العرق أو الدين وإعلاء مبادئ الحوار والتفاهم المشترك. وأخيراً: في فلسطين الجريحة أرض الرباط تطالعنا الأخبار بممارسات الصهاينة المستمرة، ففي الأسبوع الماضي وفي مخيم جنين قام جيش الاحتلال بعدوان وحشي راح ضحيته تسعة فلسطينيين نحسبهم شهداء ولا نزكي على الله أحدا، وهذا إن دل فإنما يدل على وضاعة هذا الكيان السرطاني الذي وضع في قلب الأمة، وما يفعله ما هو الا استمرار لجرائم هذا الكيان المحتل الغاصب خلال عقود ضد إخواننا في فلسطين الحبيبة، ومما يدعو للأسف أن يستمر المجتمع الدولي بكل مؤسساته وكياناته في سكوته وسكونه على هذه الجرائم البشعة المخزية دون أن يحرك ساكنا. لقد كانت قضية فلسطين والقدس وما زالت قضية المسلمين والعرب الأولى، وجراحات أهلنا هناك هي جراحاتنا، وآلامهم هي آلامنا، ومصابهم هو مصابنا، فلكم الله يا أهل جنين، ولا حول ولا قوة الا بالله.