28 أكتوبر 2025

تسجيل

بالقراءة نرتقي

14 يونيو 2023

تقوم القراءة في المجتمعات المعاصرة بدور مهم ومركزي في كل القضايا، بحيث أصبحت مؤشراً ذا دلالة ومقياساً يمكن منه النفاذ إلى عمق المجتمع، والإحاطة بطبيعة اهتماماته ومدى تحقق التنمية والتقدم فيه، في حال كانت القراءة تشكل صلب اهتمام هذا المجتمع. وتكون كذلك دلالة ومؤشر تخلف وانحطاط، إذا كانت القراءة على هامش الاهتمامات، وكان الكتاب آخر ما يلتفت إليه. وتعتبر القراءة من المهارات الأساسية التي تركز عليها النظم الحديثة ؛ فهي تمكن المتعلمين من الحصول على المعرفة واكتساب المهارات الأخرى، كما تسهم في صنع الفرد وتدعم ثقته بنفسه وتساعد على تنمية لغته. كما أن للقراءة أهمية على المستوى الفردي والمجتمعي حيث تستخدم كوسيلة علاج فعال تحت إشراف الطبيب النفسي أو الاختصاصي النفسي أو الاجتماعي حيث يطلق عليها العلاج بالقراءة ولذلك تعتبر القراءة من أهم المعايير التي تقاس بها المجتمعات تقدما أو تخلفا، فالمجتمع القارئ هو المجتمع المتقدم الذي ينتج الثقافة والمعرفة، ويطورها بما يخدم تقدمه وتقدم الإنسانية جمعاء، وهي أيضًا تروض الفكر على سلامة الفهم والمراجعة والتمحيص، وتنمي القدرة على النقد وإصدار الحكم. ومن الوسائل التي تشجع على الإقبال على القراءة وزيادة وعي الفرد معارض الكتاب، ولعلَّ معارض الكتاب سواء المحلية أو الدولية، والمقامة في شتى مدن العالم، تشكِّل حالة ثقافية صحية، بل من أكبر التظاهرات التي تضيف للحياة الاجتماعية في تلك المدن؛ بهاءً ورونقاً وجمالاً، كما أصبحت إقامتها من التقاليد الراسخة للأمم المتطوّرة، ذلك لدورها في ربط الإنسان بعلاقة حميمية مع الكتاب، حيث للقراءة والكتاب قيمة إنسانية عالية، على الرغم من تطور أساليب الوصول إلى المعرفة. ومعارض الكتاب بوصفها منابع للفكر والثقافة والفنون، فإنها تؤسِّس أيضًا لتلاقح الأفكار بين الشعوب، وتحقِّق التعارف والالتقاء بين القائمين على المؤسسات المعنيّة بالنشر، ناهيكم عن كونها تشكّل صلة وصل بين الكتّاب والأدباء والمفكرين من جهة، وبين الآلاف من الناس الراغبين بالاطلاع على نتاجاتهم من جهة أخرى. ومعارض الكتب ليست فقط لتسويق الكتب، وإن كان هذا هدفها الأساس، لكنها من جانب آخر تُسهم في تطوير ذائقة القراءة، ورفع مستوى التعاطي معها، مع العناية بالألوان الأخرى من الثقافة المقدّمة ضمن الفعاليات المصاحبة للمعرض الذي تُشكّل القراءة عموده الفقري، فمن أجلها أقيم، ولتعويد الناس عليها نشأت فكرته منذ القدم. وقد أحسنت وزارة الثقافة إذ جعلت شعار المعرض لهذا العام "بالقراءة نرتقي" وهو شعار كما ذكرت وزارة الثقافة يعكس شغف القطريين على امتداد تاريخهم بالقراءة وتحصيل المعرفة وتنمية الوعي الثقافي في المجتمع.