14 سبتمبر 2025

تسجيل

روزنـامـة مختصـرة !

26 ديسمبر 2019

بعد أيام قليلة نودع عام 2019 وكأننا فقط بالأمس استقبلنا هذا العام الذي حفل بأشياء وحوادث كثيرة لا يمكن أن تكون سوى أعباء كبيرة على كاهل أمتنا العربية والإسلامية، فلا تزال سوريا تتأرجح ما بين قتل يومي للمدنيين والأبرياء ونزوح وتهجير وطرد ومآس يعيشها كل هؤلاء مع أطفالهم ومرضاهم وكبار السن، ناهيكم عن ظروف معيشتهم التي لا تتواءم مع صعوبة الصيف وقسوة الشتاء، بينما القائمون على ما يسمى استقرار وحدة الأراضي السورية يحسبون مصالحهم ويحصون الأرباح والخسائر ويقتسمون الكيكة بما تتوافق مع هذه المصالح البعيدة كل البعد عن أمان السوريين وإعادتهم إلى بلادهم والكف عن القتل العشوائي الذي بات بشكل اعتيادي بين هؤلاء الذين يتناقصون بصورة مخيفة بينما الأمم المتحدة تعلل كل هذا بعجز وتكاسل وخيبة أمل وبقلق متوارث على لسان أمنائها الفاشلين!. تغادر 2019 واليمن لا يزال هو الآخر يعاني من فرقة ومرض وأوبئة وفقر وحرب وغارات وحصار وتشرذم وشبح انفصال يبدو أن الكلمة الأخيرة ستكون له إن لم تكن فعلا قد قال كلمته للأسف في بلد يطلق عليه اليمن السعيد ولكن ماذا نقول وفيهم من يحسب هو الآخر حساباته بالورقة والقلم كم سيكون الربح من بقاء هذه الحرب وهذه الفرقة وكم هي الخسارة من كل هذا في تجاهل تام لما يحدث لهذا الشعب الذي يفتك به المرض والوباء والتشرذم والحصار والجوع والفقر وما كان للحوثيين أنفسهم من آثار مدمرة منذ أن تغلغلوا في العاصمة صنعاء وبات كل شيء تحت يدهم التي تسلطت وأدت إلى قيام التحالف الدولي ضدهم وباتت الغارات عمياء لا تميز بين جناة وضحايا وتحصد الأرواح كما يكون يوم الحصاد من كل عام!. نودع هذه السنة وقد أقصت حكاما عربا، وبات البشير الذي كان يرقص ويكيد أعداءه برقصة عصاه التي خذلته هذه المرة ورمته خلف القضبان مثل الجرذ المنبوذ لم يجد في سجنه أصدقاء الأمس الذين استدرجوه لمصائدهم فكانت السبب الذي جعله اليوم يفصح ويفضح ويقول الكثير من اتفاقياته المشبوهة التي اعتبرها القضاء السوداني خيانة لأرض السودان العظيمة وينقلب حال هذا البلد بعد مظاهرات عارمة في شتى أنحائه أسقطت البشير واستمرت لتقضي على أذناب نظامه وتقضي بقيام حكومة مؤقتة يجب أن تتحول إلى مدنية خلال جدول معلوم السكنات والساعات. يمضي هذا العام والتطبيع العربي الإسرائيلي في علو وغلو ويتدافع بعض الخليجيين والعرب إلى الإفصاح عن هذه العلاقات التي لا تتفق مع مواقفها الدعائية بحق الفلسطينيين في وطنهم المستقل وعاصمته القدس الشرقية، والحمد لله يبقى لقطر ذلك الموقف المتكامل الصريح بوقوفها مع الشعب الفلسطيني الحر وبحقه في المقاومة والتصدي لأفعال إسرائيل وعملياتها العسكرية غير الإنسانية، وفي المقابل يظل حصار قطاع غزة المستمر منذ عام 2007 متوافقا مع هذه الهرولة المعيبة للتطبيع مع الكيان الصهيوني دون شعور بأن أهل هذا القطاع باتوا بين مطرقة الفقر وسندان العوز والحاجة وفي نفس هذه القضية يبرز دور قطر بشرف في نصرة هذا القطاع ومده بكل احتياجاته وإن كانت حلولا مؤقتة ولكن يبقى لشرف الموقف ما يجب أن تخجل أمامه باقي مواقف الدول العربية والخليجية!. هذا العام استيقظت عراق الرشيد وتفجرت عن مظاهرات دموية لم تحاول الحكومة العراقية أن تتعامل أمامها بإنسانية تحقن بها دماء شعبها فكانت الدماء ولا غيرها عنوان هذه المظاهرات التي حاولت الحكومة كتمها ومنع بث مناظرها المؤلمة بقطع الإنترنت والتواصل مع العالم الخارجي ولكن شمس الحق يجب أن تبزغ وإن حاول الجميع إخفاءها بغربال الأكاذيب ولا تزال شوارع العراق حتى هذه اللحظة تغلي ولا يبدو أنها ستهدأ للأسف. ◄ فاصلة أخيرة لم يتحمل المقال ما يزيد على هذا بكثير ولكن رفقاً بالقارئ تم الاختصار. [email protected]