11 سبتمبر 2025

تسجيل

فـُرسانٌ في المخازي وفئرانٌ في المعالي!

26 ديسمبر 2018

إليزابيث هيرلي.. مواطنة إنجليزية تعيش في مدينة دبي منذ أكثر من سبع سنوات ليست كاتبة ولا مؤلفة ولا حتى إعلامية.. مجرد مواطنة وجدت فرصة عمل لها في دبي وحضرت ومنذ اسبوع فقط شعرت بأنها لم تكن في غربة أبداً وإنها بالفعل تعيش في بلدها وربما في بلد أشد حميمية من وطنها البارد!.. لربما تتساءلون الآن ما سبب استضافة الآنسة (هيرلي) في مقالي اليوم رغم البعد الجغرافي الذي بيننا، ولكن هذه السيدة سنت قلمها وكتبت سطرين تقول فيهما: ( دبي تصنع أكبر شجرة كريسمس في العالم وأبوظبي تقدم أغلى شجرة كريسمس في العالم.. كم أنا سخيفة لأنني ظننت بأنني أعيش في دولة مسلمة )! ماذا نريد أكثر من هذا؟!..ماذا نريد ونحن نشهد أكثر من (41,000,000) دولار رماها صاحبها رجل الأعمال الإماراتي ( خليفة خوري) لصنع شجرة كريسمس مرصعة بالألماس وتم الإعلان عنها كأغلى شجرة في العالم في وسط عاصمة خليجية من المفترض وبحسب الاعتقاد الشائع أنها مسلمة؟!. لماذا؟! فأنا لا أملك غير أداة الاستفهام هذه لعل وعسى أجد من يخرسها في نفسي المتنازعة حول إسكاتها أو إطلاقها!..لماذا هذه (البهرجة الفارغة) التي جعلت من (هيرلي) تعتقد إنها سخيفة بينما في الحقيقة هم التافهون الذين لم يردعهم دين ولم تمنعهم تقاليد ولا هوية ولا أخلاق في إضحاك العالم الغربي عليهم.. من الأحق بأن يشعر بالسخافة هم المجتمعون على بكرة أبيهم أم (هيرلي) التي لاحول لها ولا قوة في شعورها الذي أعتذر لها عنه بصفة شخصية؟! فهم كانوا فرساناً في (المخازي) وأصبحوا بجدارة فئراناً في ( المعالي) ؟! لماذا يحق لـ (هيرلي) أن تشعر بما شعرت ولم ينازعهم أي ذرة من الإحساس وهم يعلنون في دبي عن أكبر شجرة كريسمس وفي أبوظبي أغلى شجرة كريسمس وكأنهم يعلنون عن فتوحات جديدة للأمة العربية؟! ألم يعد يكفي ما هم فيه ليأتي هذا الإعلان ويسقط ورقة التوت المعلقة بخيط رفيع عن عورة الجسد الإماراتي الغارق في الملذات والمخططات والمؤامرات ؟! ولكن علينا أن نهدأ فهم لم يفيقوا بعد من البلاوي التي تخرج لهم بوجهها القبيح كل دقيقة ليأتي خليفة خوري وأمثاله ويكشف عن قناع آخر بشع لهم يجبر رعايا الكريسمس على الشعور بالسخافة بينما هو شعور من المفترض أن يكون بعيداً عنهم، ولهم العذر فقد كانوا يظنون بأنهم يعيشون في دولة مسلمة !.. والله قوية!..حسناً يا إليزابيث أريحي ضميركِ فعلى الأقل أصبحتِ تشعرين بأنكِ في وطنكِ وهذا بحد ذاته إحساس لا يضاهيه إحساس وربما حسدكِ عليه الملايين من المغتربين الذين لا يزالون يشعرون بأن الغربة فيهم جاثمة على صدورهم!..أما هم فدعيهم يفكرون بمناسبة قادمة تجعل من ممثلي غينيس القياسية يزورون بلادهم وتتعود أقدامهم على خريطة الطريق إليها ويسجلون إبداعاتهم وطبعاً لن تكون إبداعات في العلم أو ما شابه فهذا انتهى من حيث انتهى به زويل المصري واختفى!.. لستِ سخيفة يا إليزابيث فالدار داركِ وهم الضيوف وإن لم تكفيكِ سماؤهم لتستظلي بها فهناك من أشجار كريسمس الكبيرة والغالية ما يجعلك تنعمين بالظل تماماً مثل سماء لندن ولكن بفارق وحيد بسيط لا تهتمي له وهو إن سماءنا عربية مسلمة وأشجاركم غربية مسيحية فقريباً ستتبدل الأماكن وسنتمنى لو شجرة عربية تصمد للبقاء بيننا!.. رحمتك يارب! ◄ فاصلة أخيرة: يا أمة ضحكت من جهلها الأمم!.. أكتفي بهذه الكلمات ! [email protected]