15 سبتمبر 2025

تسجيل

سوريا الحرة وما يحاك لها من مؤامرات

26 ديسمبر 2013

ما تحدثت عنه صحيفة لوفيجارو الفرنسية عن أن هناك خطة أمريكية روسية يحتفظ الأسد بموجبها بالسلطة حتى عام 2014، تؤكد أن هذا الطاغية لا يلقى دعماً على مستوى حلفائه الروس فحسب إنما حتى الأمريكان يرون أن استحواذ الجيش الحر على معظم أنحاء سوريا يشكل خطراً على المنطقة على وجه العموم وعلى حليفتها إسرائيل على وجه الخصوص. الانتصارات الميدانية للجيش الحر وبدعم لا يضاهي ما يتلقاه نظام بشار شكل تخوف الكثيرين وبالذات من أصابتهم فوبيا الصحوة الإسلامية من بعض الأنظمة العربية والدول الغربية وما تكتسبه من تأييد شعبي يوضح سخطها مما وصلت إليه من ذل وهوان في عهد الأنظمة السابقة!! ولعل الجهود التي يقوم بها الأخضر الإبراهيمي مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية لدى سوريا تترجم هذا التوجس الغربي، فكل لقاءات الإبراهيمي مع النظام السوري وكأنها تعزز شرعية بشار وبقائه في الحكم رغم المجازر التي ارتكبها في حق الشعب السوري، وآخر هذه المهازل لقاؤه قبل يومين والذي صرح فيه المبعوث الأممي بوجهة نظر بشار الأسد وكأنه متحدث باسم الرئاسة السورية!! ولم تكن لغة الحوار في مكانها الصحيح عبر إيجاد حل لهذه الأزمة والتي لا تخرج عن عبارة واحدة لا بديل لها "أن عليك أن ترحل قبل أن يصلك أبطال الجيش الحر ويسحلونك أمام مرأى الجميع"!! ومن هنا تتضح الصورة لنا جلياً بأن الشعب السوري يتعرض لمؤامرة دولية تطيل من خلالها أمد هذه الحرب حتى لا يتحقق النصر على يد أبطال الجيش الحر، هؤلاء الأبطال الذين اعتصموا بحبل الله جميعاً وجعلوا كتاب الله وسنة نبيهم هي سلاحهم الأول والالتفاف حول بعضهم والجهاد من أجل نصرة دينهم ووطنهم وأهلهم، فهذه الأنظمة لا تريد أن يحكم سوريا سوى من يؤمن ويعتنق أيديولوجياتهم حتى لا تسترد شام العرب عزتها وقوتها التي هي أساس متين لعزة أمتنا العربية والإسلامية. علمتنا السنون والمحن أن الاتفاقيات الإقليمية والدولية هي ما شتتنا وجعلنا اخوة نكيد لبعضنا البعض وذهبت ريحنا وقلت هيبتنا أمام الأمم كلها، ولن نعود إلى هيبتنا وعزتنا طالما لم نكن يدا واحدة في وجه كل قوى الظلم والعدوان.   فاصلة أخيرة ليتنا نعي ونفقه قول البارئ عز وجل (وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ) البقرة: 120 ، فلو جعلنا هذا القرآن نبراساً لنا وهذه الآية بالتحديد مسلكاً ومنهجاً لنا في التعامل مع الآخرين لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه من ضعف وهوان.