11 سبتمبر 2025
تسجيلاستوقفني ذلك الرد على الفكرة التي طرحها الزميل أحمد المهندي بصفحة "الدار" حول موضوع هل الأفضلية للقطريين عنصرية تجاه غير القطريين أم أنها حق لهم في بلدهم؟ وقد جاء بعض الردود التي قرأت منها أنها غير جيدة، كما أن هناك رأياً بأنه لابد أن أرادت الدولة للقطريين التميز فعليها أن تستقطب لهم أرقى أنواع التعليم حتى تجعلهم متميزين في ذلك ويستطيعوا أن يقدموا لوطنهم الكثير والمطلوب منهم تجاه وطنهم، وهذا رأي لا خلاف عليه، ومنه فقد سارعت الدولة خلال هذه الفترة في السير في هذا الإطار وما نشاهده من تغيير كبير في مفاهيم التعليم بجميع مراحله لهو الجزء الذي يقصده كاتب أحد الردود على ما طرحه الزميل أحمد، كما أننا يجب أن نبين للآخرين أن ما أراد به محرر الصفحة لا يعني به التميز للقطري على غيره من الذين يعملون على هذه الأرض، التي تعمل على توفير كافة متطلبات الحياة الكريمة لأنهم جزء من التطور الذي نعيشه وننشد الأفضل في كل شيء، حيث إنها تستقطب أفضل الخبرات في كل مجالات الحياة التي تحتاجها الدولة لتكون في مصاف الدول المتقدمة، ولا يأتي هذا الا بأن تكون لتلك العناصر القادمة مواقع تعينهم على تقديم أفضل ما لديهم من خبرات تعمل على وضع الدولة ومنشآتها في المقدمة وما هذا التميز الذي يشيد به كل من تطأ قدماه هذه الأرض من زائرين على مختلف توزيعاتهم التي يقصدون بها هذا الوطن إلا دليل على أن الكل يعمل سواء كان قطرياً أو غير قطري فكل مكانته التي يجب أن يكون فيها وتوفر له كافة السبل من الراحة حتى يؤدي دوره الذي جاء من أجل العمل فيه والمساهمة في بناء هذا الوطن الذي يكن قادته للجميع كل تقدير واحترام، فالكل نحن نقدره ونثني على ما يقدمه مهما صغر منصبه وموضعه الذي يعمل فيه إلا أن الوطن ومن يعيش عليه بحاجة لتلك الخدمات، لذا فالقصد تفضيل القطري في بعض المواقع لا يعني طمس بقية الأشخاص، ولكن لأن القطري عندما يقصد تلك المواقع أيضاً ليس لخدمة ذاته ولكن لقضاء مصلحة متعلقة بجنسية أخرى قد يتعذر عليه أن يقوم بها بنفسه، كما أن هناك من الأعمال التي يطلبها القطري هي معاملة محدودة ليس له مندوب عنه يكون عمله الذي يعمله هو تخليص تلك المعاملات واذا ما تأخر المعين في تلك الوظيفة لن يطوله الجزاء والعقاب لأنه معني بإنهاء تلك المعاملة ولابد له من متابعتها لكن القطري عندما يقصد تلك المواقع فهو صاحب مسؤولية أخرى في موقع آخر لابد وأن يكون موجوداً فيه لأن هناك من ينتظره لينهي معاملته وتأخره عن موقعه يعتبر تعطيلاً للآخرين القاصدين له، لذا فطلب تخصيص موقع ما في بعض المواقع للقطريين لا يعني التفضيل أو التمييز، فالكل له الحق في أن يحصل على الخدمة من تلك المواقع ونحن ندرك ما قاله ميخائيل نعيمة: إعجاب الإنسان بنفسه دليل على صغر عقله، وهذا ليس من عاداتنا الدينية التي تعلمناها من رسالتنا السمحة حيث قال جل من قائل: إن أكرمكم عند الله أتقاكم، وكما قال: كاريل: أفدح الأخطاء أن ترى نفسك مُنزهاً عنها. من كتاب روائع الحكمة.