15 سبتمبر 2025
تسجيلالحمد لله لقد احتفلنا باليوم الوطني لبلادنا الغالية، وتذكرنا المؤسس لهذه البلاد الذي أعطى وجمع القلوب على حب هذه الأرض وبذل الغالي والنفيس من أجلها، وأوصل رسالته إلى أبنائه ومن ثم أحفاده الذين حفظوا الأمانة وجعلوا هذه البلاد بفضل الله عز وجل أولاً ثم جهودهم ملتقى الأنظار في العالم، وأصبح اسمها يتردد في العديد من المحافل الدولية في مختلف المجالات. لقد كان مشهد الاحتفال على الكورنيش رائعاً، والمسير الوطني أروع، ولكن!! وآه وآه من هذه الكلمة التي لا نحبذ أن نقولها نعم، لكن المشهد بعد ذلك كان فظيعاً، والكورنيش أصبح -أعزكم الله- كمقلب زبالة من كثرة المخلفات التي تركها الجمهور وراءه من زجاجات مياه معدنية ومشروبات غازية وأكياس الحلويات والشيبس، والأوراق الأخرى، وكأن المكان الذي كانوا فيه لم يكن من قبل وجودهم نظيفا لامعا ينطق بكل معاني احترام البيئة. إن الاحتفال باليوم الوطني ليس فقط أصواتا مهللة وأغاني مدوية وطنية وليس رفعا للأعلام، وتجمهرا على الطرقات، ومسيرة على الكورنيش، ولكن يستدعي هذا الاحتفال أن يكون حباً لهذا الوطن ولمقدراته وحماية لها، وليس العبث بها، وتدميرها وتلويث البيئة من حولها. لقد فعل كل ذلك ليس المقيم فقط بل إن المواطن كان فاعلا ومدمرا، بل كان البعض من المواطنين يتعمدون إلقاء المخلفات والفضلات من سياراتهم في الشارع، وكأن السيارة التي يركبونها أنظف من الشارع، وكأن هذا الشارع ليس في بلادهم التي يحتفلون بيومها الوطني؟! ونعتقد بل نجزم بأن الكثير منكم يعتقد ذلك وهو أن من يترك المخلفات وراءه ولا ينظف حوله، هو يفعل ذلك أيضا في بيته إلا إذا لم يعتقد أن الشارع ليس جزءا من وطنه وأن بيته فقط تجب المحافظة عليه، ويرفض تلويثه. والأدهى من ذلك أن نرى مياه البحر قد أصابها ذلك التلوث من جراء إلقاء الورق والزجاجات فيها، وكأن ذلك اليوم يوم تدمير البيئة. إن واجبنا الوطني يحتم -سواء كنا مواطنين أو مقيمين على هذه الأرض - أن نحافظ على البيئة، ونعمل جهدنا على ألا نترك أي أثر للمخلفات وراءنا في أي مكان نكون فيه: حديقة، شارع، مكان عام، مؤسسة وطنية، مكان عمل، خاصة أن البلدية لم تقصر في هذا المجال ووضعت صناديق القمامة على طول الكورنيش وفي كل مكان في الدولة، وليس علينا فقط إلا أن نعمل بجهد بسيط على حمل تلك المخلفات إليها حفاظاً على النظافة والبيئة، وأن نبذل الجهد البسيط والقليل لتعليم وتوعية أبنائنا من الصغر على رمي المخلفات في صناديق القمامة بدءاً من بيوتنا ووصولاً إلى كل مكان نذهب إليه ونجتمع فيه. فما أجمل أن نرى بلادنا دوما نظيفة، خالية من التلوث، لا نشم من شوارعها وأماكنها العامة إلا أفضل الروائح، ولا تقع عيوننا وعيون ضيوفنا إلا على ما يسر الخاطر، وبهذا نكون قد أثبتنا حب الوطن وأن احتفالنا كان صادقا ومن القلب.