10 سبتمبر 2025
تسجيلالحمدلله نجحت الوساطة القطرية المباركة في تحقيق هدنة إنسانية تدخل اليوم يومها الثالث ولم يتبق منها حسب المعلن سوى الغد، حيث كانت لأربعة أيام وسط آمال كبيرة بأن يتم تمديد أيام الهدنة حتى الوصول لوقف كامل لإطلاق النار في قطاع غزة الذي مارست إسرائيل فيه أعتى صنوف الإجرام والتنكيل ولم تنجح بأعمالها العسكرية الدموية سوى بتدمير القطاع من بيوت ومستشفيات ومدارس ومحلات وبنية تحتية وفي النهاية خضعت لصفقة تبادل الأسرى مع حركة المقاومة حماس بحيث تم في اليومين الماضيين من الاتفاق والهدنة تحرير 26 أسيرة وطفلا ممن كانوا في قبضة كتائب القسام الذراع العسكري لحماس بالإضافة إلى 10 من العمال التايلنديين وفلبيني واحد توسطت قطر شخصيا لإخراجهم وهم خارج صفقة التبادل مقابل 81 أسيرة وطفلا فلسطينيين ممن كانوا في سجون الاحتلال منذ سنوات وأشهر طويلة لتكون الحصيلة النهائية للمحررين 150 أسيرة وطفلا فلسطينيا وكلنا شاهدنا مظاهر الاحتفال بعودة هؤلاء الأسيرات والفتية دون الـ 18 عاما رغم ما عبروا عنه إنها كانت فرحة منقوصة بسبب الحرب على غزة وإن هذه الصفقة جاءت بعد استشهاد ما يزيد على 16000 فلسطيني منهم أكثر من 6000 طفل قتلتهم آلة الحرب الإسرائيلية الهمجية التي كانت تروج لنفسها إنها لأجل تحرير المخطوفين لدى حماس ومع ذلك خضعت لهدنة كانت ترفضها بتاتا وخضعت لإدخال المزيد من المساعدات الإنسانية وصلت في كل يوم من أيام الهدنة إلى 230 شاحنة بعد أن كانت تقيد دخولها بشكل شحيح للغاية لا يكفي شيئا وخضعت أيضا لإدخال الوقود رغم الرفض القاطع الذي كانت تصرح به واليوم تجد نفسها توافق على صفقة التبادل في اعتراف ضمني واضح بأن العمل العسكري الذي خاضته لـ 50 يوما من الدمار والقتل والإبادة لم يكن ليعيد أحدا من أسراها كما وعدت عائلاتهم في بدايتها. اليوم تسعى دولة قطر لإكمال سلسلة هذه الهدنة التي يأمل العالم بأن تستمر لفترة أخرى لا سيما وإن أهل غزة سارعوا منذ الدقيقة الأولى بعد السابعة صباحا بتوقيت القطاع ( الثامنة بتوقيت الدوحة ) لتفقد مساكنهم المدمرة وفجيعتهم بكم الدمار الذي لحق بها وبالحارات والمربعات السكنية والبحث تحت الأنقاض عن شهدائهم الذين ظلوا أياما طويلة تحت ثقل الحجارة والركام دون إكرام دفنهم وقد بدأت جثامينهم بالتحلل بينما سعى آخرون ممن هربوا في بداية الحرب عليهم إلى مدارس الإيواء الخاصة بوكالة الأونروا التي لم تكن بمأمن من القصف الإسرائيلي الغادر وذلك للبحث عما يمكن أن يعينهم على مواصلة الحياة لهم ولأطفالهم من أي حاجيات وغذاء وملابس وبطانيات يمكن أن يلقوها تحت ركام منازلهم وكلنا شاهدنا كم الدمار الهائل الذي لحق بالقطاع بسبب انتقام إسرائيل الأعمى والعشوائي ناهيكم عن تفجيره لأقسام حيوية في مستشفى الشفاء قبل الانسحاب منه وترك الجرحى فيه يصارعون الموت وحدهم دون رعاية طبية. نأمل اليوم ونحن على مشارف انتهاء هذه الهدنة الإنسانية أن تنجح قطر كما هي عادتها دائما في إرساء قواعد الهدنة أكثر لأهالي غزة وحقنا لدمائهم والتقاط أنفاسهم المنهكة التي عانت بين فقدان شهداء أعزاء لهم وبين خوف دائم من أن يكونوا شهداء يلحقون بمن سبقهم وإنني على ثقة بالله أولا ثم بدبلوماسية قطر التي تؤكد في كل مرة أنها تسير على الطريق الصحيح وإمساك عصا السياسة من المنتصف لا سيما وإنها توازن الأمور لما فيه صالح الفلسطينيين دائما وهي بلا شك كانت تتابع ممارسات الاحتلال العدائية وجرائمها التي لا تغتفر بحق أطفال وأهل غزة ولذا كانت الجهود على قدر هذا الشعور المسؤول في الدوحة حتى نجحت في إقرار هذه الهدنة مع شركائها وندعو الله أن تستطيع تثبيت هذه الهدنة أكثر لما لها من عائد على أهل غزة فوفق الله قطر دائما في تأييدها ودعمها للقضية الفلسطينية وندعو الله أن تستمر هذه الجهود بما يثبت أن (تميمنا) كان ولا زال راعيا للسلام دائما.