18 سبتمبر 2025

تسجيل

منعتهم (الكورونا) عن المعانقة!

26 نوفمبر 2020

• عندما يفضل الوالدان أحد الأبناء على غيره؛ تكون الغيرة والحقد سلاحاً ينفذ، وشيطاناً يخطط ليُنفذ مبتغاهم ويَنفذ شراً وحسداً في مدار وحياة الابن المفضل، ولنا في أخوة يوسف عليه السلام نموذجاً للغيرة، الذي جعلهم يخططون لقتل أخيهم لولا تدخل أخ لرميه في البئر. • وعندما تسيطر قوة المال وقوة السياسة وقوة المصالح لتسلب حقوقاً وتسلب تميزاً وتقتل نجاحاً وتبيد حضوراً لإنسان وتعدمه.. فإن الأنا والمصالح الخاصة هما المعيار للتقارب والمعيار للنفاق. • وعندما ترتفع قيمة ومستوى السلب والسيطرة والقوة الخبيثة بسلب أرض وطرد شعب واحتلال بيت وأرض وزرع والتمتع بثماره، وفرض قوة على تاريخ وعمر وذكريات مكان وحبو ولعب.. فإن ذلك أبشع أنواع الحقد والسيطرة والأنانية السياسية والدولية التي ترى وتسمع ولا تحرك ساكناً!. • استفزني كم البهرجة الإعلامية وكم الصور واللا كرامة والهرولة للتطبيع مع العدو الحقيقي للمسلمين والعرب.. إسرائيل، وكمّ فنون التطبيل والرقص اللا متزن على جسد أمة مجروحة، سعي لم يراع مشاعر شعب ولا قهر شعوب ترى الهرولة المتعثرة وغير الثابتة لأجساد وعقول عدمت منهم الكرامة والشهامة والنخوة والعروبة!. • استفزني الإعلان عن وصول منتجات وثمار تحت مسمى منتج إسرائيلي، وبيعها في أسواقهم تحت أنظار وإعلان للعالم!، عندما يصورون التمر والليمون والبرتقال والرمان والزيتون وأنواع الفاكهة على أنها منتج إسرائيلي.. فإن ذلك أبشع أنواع الاستفزاز وانتهاك وسلب جذور شجر زرعت في طين وأرض فلسطين الطيبة. • ثمر بأشكال وألوان وأنواع لم يسع عدو مغتصب لحرث هذه الأرض، ولا يعرف كيفية حرثها ولا موسم جنيها وقطف ثمارها، عدو ضعيف جبان يهرب ويهرول من رمي وقذف حجر، هل يضع ويخصص من وقته ليحرث ويزرع ويسقي برأس مطأطأ وتركيز وضمير، يخشى قدوم صاحب الأرض لضربه أو قتله بطن في ظهره؟!. • تحدثنا وتخبرنا كتب التاريخ والصور المتلفزة والمواقع الإلكترونية عندما سعى الرئيس المصري أنور السادات لتوقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل بعد 16 شهرا من زيارة الرئيس المصري أنور السادات لإسرائيل في عام 1977 بعد مفاوضات مكثفة، وما ترتبت عليه المعاهدة من سمات وبنود لمصالح الطرفين وتطبيع العلاقات، وكان الاتفاق قد جعل مصر أول دولة عربية تعترف رسمياً بإسرائيل. • وتحدثنا كتب التاريخ الحقيقية دون زيف وكذب وتلوين، أن هذه المعاهدة قوبلت بجدل هائل في جميع أنحاء الوطن العربي، حيث أدينت واعتبرت طعنة في الظهر، وكان الشعور بالغضب قوياً بوجه خاص بين الفلسطينيين، عندما كانت للعربي كرامة وعزة وقوة لا يرضى أن يمد كفه ليصافح العدو الإسرائيلي. • وعندما تهرول دول وتسافر وتحط طائراتها بوفد رفيع المستوى ويعقد مؤتمرات بإخراج هزيل ومرتبك لا يخرجه متدرب في الإخراج ولا هاو في الإخراج!، صور شاهدتها للمؤتمر الصحفي بين وزير خارجية مملكة البحرين ووزير خارجية العدو الصهيوني في صور نقلتها القنوات العالمية.. والله رغم الألم والوجع والقهر إلا أنه يخفف وطأة هذا الموقف ويجعل المشاهد يضحك قهرا وسخرية، كم الإرباك والفوضى وافتقاد الدبلوماسية وأصولها وترتيبها في نقل مؤتمر صحفي وجد بمعاهدة الرئيس الراحل أنور السادات نموذجاً واستشهاداً لتطبيع يحتذى به. • آخر جرة قلم: عندما تسأل سؤالاً بريئاً ما جدوى هذا التطبيع؟! هل طلب الدفاع والذود عن أرض من عدو سلب أرضاً؟، أم هل طلب منافع اقتصادية من دولة فرضت نفسها في جسد أمة عربية تلفظها وترفضها وسلبت خيرات شعب؟، أم هل طلب منافع اجتماعية ودينية؟، أم طلب مصالح سياسية لحماية حدود ومنع حرب؟!. أسئلة كثيرة تدور بذهن طفل من هذه الدول ولن يجد لها إجابة، إلا أن هذه الصور ستكون وصمة عار لا يمكن محوها وإتلافها ونسيانها في زمن التواصل الاجتماعي وتخليد الصور، لن تشفع لهم إلا عودة وتوبة صادقة لله، ويحمدون ربهم أن الكورونا منعتهم عن المصافحة والمعانقة والتقبيل!. [email protected] @salwaalmulla