17 سبتمبر 2025
تسجيلهل تساءلت يوماً ما هو الظن؟ ولم قيل إن بعضه إثم؟ هل الظن عادة أم طبيعة، أي هل هناك من اعتاد الظن السيئ حتى يتبين له العكس.. أم هو طبع يرافق صاحبه؟، فإن كان متشائماً ظن سوءاً وإن كان متفائلاً ظن خيراً. قد نرى تفسيرات مختلفة لأفعال أو أشخاص بحسب "ظن" الراوي.. فالظن هنا ما هو إلا توقعات يرجعها الآخر لما يبطن ليعكس ما يظهره الأول، قال تعالى فيما رواه الرسول صلى الله عليه وسلم: (أنا عند ظن عبدي بي)، فهل يصل سوء الظن للخالق؟، هناك من يسيئ الظن بما هو قادم، كأن يتشاءم فيما قد يحدث، وهو في الحقيقة تشاؤم مما كتبه الله.. فيصاب البعض بالقلق، وأحيانا بالخوف، لظنهم بأنه سيصيبهم السوء فيما قدره الله لهم. عُرف الظن بأنه الاعتقاد التام بلا شك في فكرة معينة دون الاستناد إلى حقائق علمية.. فالظن يختلف عن اليقين ولا يغني عن الحق. وقفة تأمل: قال رجل لصاحبه: إن قلبي لا يرتاح لفلان.. فرد عليه: ولا أنا، ولكن ما يدريك لعل الله طمس على قلوبنا فأصبحنا لا نحب الصالحين. قليل منا من يراجع ظنونه بموضوعية ولا يخاف تقييم نفسه من خلالها، فالأول دعاه ظنه إلى الشعور بعدم الراحة تجاه شخص، وقد يكون بلا سبب منطقي معين (وكثيراً ما تواجهنا شخصيات أو أناس ننغلق منهم لظن منا كون شعوراً بالنفور)، أما الآخر فدعاه نفس الظن، وما شعر به من عدم الراحة لمراجعة معتقداته الدينية والتخلي عن ظنه مخافة ربه. وصلتني قبل فترة رسالة من أحد القراء قائلا: "شهدت شهادة زور خشية على رزقي، وظنا مني أن أطرد فلا أملك مالا لي ولأسرتي"، لا أعلم ما أقلقني أكثر، ما واجهه هذا الشخص من مضايقات وتهديدات أو ما أخذه من قرار خوفا من ظن، فقد يختلف الظن لو سلك منهجا آخر.. قانونياً أو مهنياً.. وأخذ قراراً مختلفاً.. ولكن ظنه وخوفه قاده إلى هذا القرار. شخصيا أرى فعل الظن بصاحبه أكثر ضرراً من فعله للشخص أو الموضوع الموجه له، فكم من موقف أخذ وفقاً لظن، وكم من هاجس سكننا وفقاً لظن.. وكم من خوف أقلق نومنا وفقاً لظن.. وكم إثماً طوقنا وفقاً لظن.. وكم من قطيعة وقطع قربى بنيت على ظن. أستودعكم: أياً كان تصنيف الظن، فهو ملك للشخص، فإن أردت أن تسعد أحسن الظن، فهو وعد إلهي قبل أن يكون نتاج تجارب واقعية. تحياتي [email protected]