14 سبتمبر 2025
تسجيلما أثقل سنة 2020 رغم شكل أرقامها المتشابه والمتجاور المميز ! وما أشد حاجتنا أن تنقضي سريعا! فقد بدأت هذه السنة على غير ما بدأت به السنوات الماضية، ورغم أن فيروس كورونا الذي يعد اليوم أكبر تهديد للبشرية، إلا أن الأمر لم يتوقف عند هذا الوباء، فالصراعات السياسية والكوارث البيئية والمشاكل الاقتصادية لم تخل منها أي دولة أو مجتمع في العالم، ومع هذا مضت بنا هذه السنة ونحن نحسب الأيام والدقائق لتأتي اللحظة للعد التنازلي الذي يمكن بعد أن نقول أن عام 2020 قد مضى وانقضى ونتأمل من عام 2021 خيرا كثيرا، وأعني بأول خيرات السنة الجديدة أن يرحل وباء كوفيد 19 بلقاح بشري يثبت أن العلم لا يعجز عن المرض وأن هناك عقولاً لاتزال في مكانها لتفكر وتنتج للبشرية جمعاء لقاحا يمكن بعده أن نتنفس حياة طبيعية كما كنا، وأن تنال جميع دول العالم من هذا اللقاح ما يسد باباً إضافياً من أبواب مشاكلها الداخلية، لاسيما الدول الفقيرة والتي تعصف بها مصائب كبيرة وكثيرة، ولا يمكن لهذا الفيروس إلا أن يمثل لها عبئا إضافيا يزيد من غلة همومها كما هو الحاصل اليوم في اليمن الذي أسهبت في مأساته في مقال يوم الثلاثاء الماضي وقلت إنه رغم كل ما يعانيه من حرب وجوع وفقر ومجاعة وحصار ودم وقتل واعتقال وسرقة واحتلال، فإن آخر ما كان ينتظره اليمنيون أن يتسلل الفيروس لهم ليزيد من مصائبهم مصيبة لا تأخذ من قوت يومهم فقط وإنما حياتهم كلها. ومثل اليمن مخيمات اللاجئين السوريين والفلسطينيين المنتشرة على طول الحدود الأردنية واللبنانية والسورية والتركية والذين يسكنون خياماً بالية لا يمكن أن تمنع عنهم خطر الوباء ولا أن يسدوا أبوابها الواهنة في وجهه مع شح الاحترازات الوقائية التي يمكن أن يتجنبوا لفترة شر هذا الفيروس الذي يهاجم الصغير والكبير فيهم دون رحمة، ولذا فاللقاح إما أن يصل إلى مثل هؤلاء الذين لا مقدرة لهم على شرائه ولا امتلاكه، وإلا فإن لا معنى لتراحم البشرية فيما بينها إن منعت العلاج لمثل هذه الفئات التي تعيش تحت خط العوز والفقر بمراحل لمجرد أن المقصد من بيعه هو الربح وليس الفائدة المرجوة منه. وإن كانت قمة العشرين الأخيرة التي استضافتها الرياض مؤخرا قد اتفق المجتمعون بها على المساواة في أن تحصل كافة الدول في العالم على هذا اللقاح متى ما توفر وحدد له تاريخ محدد لأن يستفيد منه الجميع دون تمييز، وإن كنت أشك في أن هذا ما سيحدث بعد أن قرأت خبرا مفاده أن دولة كبيرة مثل كندا قد اشترت من اللقاح الأمريكي الألماني بأكثر من حاجة شعبها بخمس مرات وهذا يعني أن التمايز غير العادل قد بدأ يرسم شكل ومسار توزيع للقاح بصورة غير منصفة، خصوصا وأن اللقاح سيتم تصنيعه بأعداد محدودة قبل أن ينتصف العام المقبل ليصبح متاحا بأعداد كبيرة يمكن أن تغطي حاجة البشر الذين يعيشون على سطح الكرة الأرضية فتخيلوا معي كم شخصا يمكن أن يصاب بالوباء حتى ذلك التاريخ وكم شخصا سيموت وكم محظوظا منهم سيعيش قبل أن يقال بأنه تعافى منه بفضل اللقاح السحري للفيروس!. نعم هو عام ثقيل بكل ما جرى ويجري فيه من حوادث ومطبات ومشاكل ومفاجآت غير سارة تحدث حتى هذه اللحظة فكيف سيأتي تاريخ 31 ديسمبر 2020 لا أعرف وما الذي لا تزال الأيام تخفيه لنا حتى ذلك اليوم فأنا ايضا لا أعلم لكني واثقة أن ملايين غيري يريدون أن تسقط سنة 2020 من ذاكرتهم ليس لأنها حصدت ما يزيد عن مليون روح بشرية بوباء ناهيكم عمن يموتون لأسباب أخرى مختلفة وهم كثيرون أيضا، ولكن لأنها أوقفت الحياة لمدة 12 شهرا وجعلتنا مجرد أحياء لا يمارسون سوى فن البقاء وفن الصمود وفن التباعد وفن الوقاية وفن التظاهر بأن الأمور تسير على ما يرام وهي ليست كذلك! ارحلي! [email protected]@ @ebtesam777