11 أكتوبر 2025
تسجيلتتفاخر الشعوب بأوطانها ويتعاظم شأنها في قلوبهم وتختزن في ذاكرتها تاريخ محطات تجسّدت فيها الملاحم والتضحيات التي رسمها الرعيل الأول من الأجداد للحفاظ على الأمانة التي وكّلت إليهم، أمجاد وبطولات يتغنى بها الأجيال ويرسمون من خلالها خريطة آفاقهم المستقبلية. وحريٌ بنا كقطريين أن نكون أكثر الشعوب فخراً واعتزازاً بما جسّده مؤسس دولتنا الفتية ورجاله المخلصون الذين سطّروا فيها أروع الصور في تقديم التضحيات والمآثر من أجل كرامة وعزة واستقلالية وطنهم، فمنذ عام 1851 وحتى عام 2017 ورغم اختلاف الظروف والزمان وموازين القوى في العالم فإن قطر قيادة وشعباً ظلت وما زالت على عهدها بما تحمله من مكتسبات وقيم زرعها المؤسس ورجاله في نفوس أبنائهم وورثّوها للأجيال من بعدهم، من أجل هذه المكتسبات ما زلنا نتنفس عبير ونسائم السيرة العطرة والسياسة الحكيمة الخالدة في ذكرانا للمؤسس ورجاله المخلصين ليقيننا بأن طيبي الذكر لا تموت ذكراهم وباقون في نفوسنا كبقاء هذا الوطن الشامخ العزيز على نفوسنا جميعاً. ولأن الله كتب على أهل قطر أن يتشرّبوا المحن ويخوضوا تحديات ثمن حريتهم واستقلالهم وطغيان وحقد الأعداء فإنهم أصبحوا ولله الحمد محصّنين ضد نوائب الدهر مهما عظم واستفحل أمرها. وقد جاء شعار احتفالات دولة قطر بيومها الوطني لهذا العام 2019 مواكباً لهذه التحديات ومستشهداً بحدث جلل من تاريخ تأسيسها والتي بقدر ما خالجها من حزن وألم إلا أنها بمثابة رسالة ودرس أراد المؤسس من خلالها أن تكون وصية ومنهجاً لأبنائه وشعبه للسير قدماً بدولتهم إلى مرافئ السلام والسؤدد، لتكون أبياته مدرسة يتعلم منها الجميع كيف يتعاملون مع الأعداء قبل الأصدقاء وضرورة تحلّيهم بالخلق والدين والصبر عند اتخاذهم للمواقف والقرارات المصيرية، ومن يتمعن جيداً في بيته الذي حمله شعار هذا العام والذي يقول فيه: حوى المجد والآداب في عشر سنّه ونال المعاني كلها والمراجل ذكر جانباً مما اتصف به ابنه الشهيد الشيخ جوعان الذي نال شرف الشهادة في سبيل الذود عن وطنه وأهله وكأن لسان حاله يقول: أنا على قناعة تامة أن كل قطري يحمل في نفسه عزة وشجاعة وأخلاق جوعان لأنه جاء بالفطرة وترجمته الأفعال قبل الأقوال وهذه هي عاداتنا المتأصلة في الجذور ولن تُغيّرها الظروف والمحن. ◄ فاصلة أخيرة فطرتنا السليمة شكّلت هويتنا الوطنية التي نفخر بها والفضل بعد الله يعود لتاريخ تليد صنعه سلفنا الخيّر الذي كان سر عظمتهم قبولهم عند خلق الله بسبب مكارم أخلاقهم ونبلهم فكانوا بلسماً على الأصدقاء وسُماً زعافاً على الأعداء. [email protected]