19 سبتمبر 2025

تسجيل

الأمـــــــان لا يُشتـــــرى !

26 نوفمبر 2018

هل طويت فعلاً حادثة مقتل الكاتب والإعلامي السعودي جمال خاشقجي بصدور بيان ترامب والذي شكك فيه بتقرير جهاز مخابراته المركزية وبرأ بشكل واضح محمد بن سلمان من تهمة التورط بها مما جعل ولي العهد السعودي يذهب إلى أبوظبي للاحتفال علناً برفقة محمد بن زايد وبالصورة المؤسفة المتداولة؟! أم إن هناك لا يزال في جعبة الكونغرس ومجلس الشيوخ وتركيا الكثير ليقدموه في هذه القضية التي لا يجب أن تنتهي بهذا الشكل؟!، فالرئيس الأميركي على ما يبدو لا يزال مصمماً على ضرب واجهة بلاده التي تتغنى دائماً بحقوق الإنسان ومقدماً لغة المال على لغة العدل التي لم تعرفها أميركا يوماً، ولكن جاءت قضية خاشقجي لتحرك شيئاً من العدل الباقي في بعض المؤسسات الإعلامية والحقوقية في هذا البلد الواقع الآن تحت حكم ترامب الذي صرح بأن كل ما يخشاه هو ذهاب الأموال السعودية إلى خزائن روسيا والصين وقلقلة أمن إسرائيل في المنطقة والمرتبط باستقرار السعودية على خط مواز لم يخفه ترامب في حديثه الذي استفز به الديمقراطيين في مجلسي النواب والشيوخ وجعلهم يشنون حملة إدانة صريحة لما قاله ومهددين بملاحقة تعاملاته المالية الخاصة مع السعوديين، وفي الوقت نفسه لم تكن تركيا تشارك ترامب نشوته الكاذبة ببراءة ولي العهد السعودي، واستنكرت على لسان وزير خارجيتها تعامي ترامب عن قضية بحجم قتل خاشقجي المروعة لأجل المال، وأن تركيا لا يمكن أن تربط علاقاتها بالسعودية بشخص واحد كما يفعل ترامب الآن، فهل سيستمر ترامب في مسرحيته هذه التي يحاول بها استمالة الداخل الأميركي بالترويج لآلاف الوظائف التي ستكون في متناول يد الشعب بمجرد جني الرز السعودي الذي تتجاوز الدفعات الأولى منه 110 مليارات من الدولارات ؟!. بالأمس استوقفتني صور ومقاطع جولة (المحمدين) في أبوظبي وهما يلتقطان صوراً مع كافة الذين حرصوا على تسجيل هذه اللحظات مع بن سلمان وبن زايد، ولم يهلني ما رأيت أو استغربت مما قرأت، فعلى ما يبدو أن خطة الإطاحة بالسعودية دينياً وأخلاقياً تسير بشكل ممتاز من قبل أبوظبي التي ورطت الرياض في مطبات ومشاكل لا حصر لها، وكان أولها حصار ومقاطعة قطر ومحاولة غزوها عسكرياً بعد فبركة لا حدود لها على الدوحة، ولا أظن أنها ستنتهي بالانسلاخ الديني الملحوظ الذي قادته إمارة أبوظبي على السعودية لنرى فيها ما كنا نكره أن نراه في بلاد الحرمين للأسف ولم نكن نتخيله أن يقع فيها، فهل كان محمد بن سلمان سيخرج بهذه الأريحية التي ظهر بها لو خرج ترامب بإدانة صريحة أو ضمنية ضده ؟ وهل كان ولي العهد سيكون بهذه الثقة في السفر خارج خطوط الطول والعرض السعودية لو لم يكن قد أخذ ضمانات أميركية من أن الوضع يسير لصالحه في المجتمع الدولي أو داخل أروقة العائلة المالكة التي كانت وكالة رويترز قد أكدت في تقاريرها أن أعضاءً فيها يسعون لتغيير محمد بن سلمان وعدم توليه العرش بعد والده رغم النفي البائس الذي صدر من عادل الجبير مؤخراً وجعل من التعرض للملك وولده خطاً أحمر لدى كل سعودي لا أعتقد في هذا أن الجبير قد طرح استبياناً لقياس طول وعرض هذا الخط ولونه؟!، فربما كان أخضر لدى كثيرين من هذا الشعب المغلوب على أمره في كثير من الأمور والأوقات !. عموما لا أظن أن تركيا ستقبل أن تتوقف حادثة جمال خاشقجي عند هذه النقطة أو كما يريده لها ترامب أن تتوقف عنده، فإن كان الأميركيون يجدون من مقتل خاشقجي قضية ثأر بين ديمقراطيين وجمهوريين فإن أنقرة تراها كرامة أرض مارس السعوديون عليها حماقة أودت بهم إلى هاوية لم يحسبوا لها حساباً، والأيام حبلى !. ◄ فاصلة أخيرة: رحم الله رجلاً قال إني محب لوطني !. [email protected]