11 سبتمبر 2025

تسجيل

كرة القدم حالات خاصة

26 نوفمبر 2015

الكل تابع قبل أيام كيف انقض فريق برشلونة على غريمه الريال في قلب ميدانه بالبرنابيو وهزمه برباعيه محبطة لعشاق الفريق الملكي، بل وتقدم في خمسة وخمسين دقيقة دون أن يشرك كبير المبدعين "ليو ميسي" . ومنذ فوز برشلونة بنتيجة 5-0 عام 2010 شارك سبعة لاعبين جدد تقريبا في الفوز الساحق على الغريم الملكي، من بينهم سيرجيو روبرتو أجدث القادمين من أكاديمية لاماسيا، إنها دلالة على أن ثبات فلسفة الفريق الكتالوني التي تعتمد على الاستحواذ على الكرة وتمريرها بسرعة والحركة بها وبدونها، وهو ما تكرر وبشكل أكبر بعدها بأيام في دوري الأبطال وبمشاركة ميسي وبالستة على روما الإيطالي.أرقام مهولة في المباريات، أهداف تأتي بعد 36 تمريرة و27 تمريرة، دون أن يتمكن الخصم من قطع الكرة، هذا يجرني للحديث عن المصنف أولا لمنتخبات العالم، وهي ليست البرازيل ولا إسبانيا ولا ألمانيا، إنها بلجيكا نعم المصنفة الأولى حاليا، بلجيكا استعانت بشركة صورت أكثر من 1100 مباراة في الفئات السنية وحللتها واكتشفت أن اللاعبين البلجيكيين يكادون لا يلمسون الكرة، فطلبوا من أندية بلجيكا تغيير نهج اللعب، ليصبح هجوميا وبدأوا في إنقاص عدد اللاعبين ليصبحوا سبعة في الملعب من أجل لمس الكرات، وهو ما أفرز جيلا يضم لوكاكو وفان دي بروين وهازارد واكسل فتسل وكومباني وغيرهم من النجوم الذين يقودون منظومة الكرة البلجيكية.كرة القدم هي في الحقيقة دراسة وقرار واستراتيجية واضحة، ونحن عربيا وخليجيا بشكل عام وفي قطر بشكل عام نحتاج لدراسات مثل هذه تناسب كرتنا، قد تفيد الدراسة بحاجتنا إلى نهج دفاعي، وقد تكون حاجة إلى نهج هجومي أو شكل متوازن، هناك أندية تعمل بشكل مستمر في الفئات السنية وتتحمل عبء المنتخبات، فيما غيرها لا يمتلك صورة واضحة لموضوع الفئات السنية، لذا يكبر اللاعبون في ظل بون شاسع ما بين مستوى لاعب وآخر وفريق آخر، مما يؤثر على عطاء اللاعب واستمراريته، وهو ما ينعكس على المنتخبات. في السنوات الماضية تقلبنا ما بين الهولنديين والفرنسيين وقبلهم البرازيليين وأحيانا العرب، والآن اللاتينيين وتشتت الفرق بين طرق 3-5-2 و 4-5-1، فضاعت وتاهت فرق وسط زحام الدوري ووجدت فرقٌ أخرى نفسها جاهزة للتحدي.إنها كرة قدم تعطي أساسا من يعطيها، سابقا كان الزمن زمن الريال والمواهب الكروية واليوم نعيش زمن برشلونة وإسبانيا وبلجيكا وصناعة المواهب، وبالتالي الزمن لا يعترف إلا بالعطاء فقط واستثمار العلم واستغلاله في صناعة كرة القدم، فلم يعد هناك وقت للتجارب، وبالتالي الوقت لدراسات سريعة تبنى على معطيات تنتج عنها نتائج واضحة يتم السير عليها تصل ختاما في حال التطبيق السليم للنجاح.