16 سبتمبر 2025

تسجيل

جولة كيري.. إجهاض الانتفاضة

26 نوفمبر 2015

زيارة وزير الخارجية إلى الكيان ورام الله للاجتماع بمجرم الحرب العنصري نتنياهو. وعباس. هي من أجل إنهاء الانتفاضة وإجهاضها! فقد استبق جولته الجديدة في المنطقة. بدعوته المسبقة للفلسطينيين والإسرائيليين للتهدئة، ووقف أعمال العنف في الضفة الغربية والقدس، ذلك بحسب المتحدث باسم الخارجية الأمريكية «جون كيربي». ونقل المتحدث باسم الوزارة عن «كيري»، دعوته الطرفين لاتخاذ خطوات من شأنها وقف أعمال العنف وتحقيق السلام، وذلك في الموجز الصحفي اليومي له، وجدد كيربي وصفه لعمليات الطعن التي يقوم بها الفلسطينيون ضد الإسرائيليين بـ»الأعمال إرهابية»، لكن اللافت في الأمر أنه خلع نفس التوصيف على العمليات المماثلة التي يقوم بها «الإسرائيليون» بحق الفلسطينيين في مدينة ديمونة جنوبي إسرائيل منذ فترة، وذلك بعد أن تهرب عن وصفها بذلك خلال تصريحات أدلى بها قبل شهر. جدير ذكره: أن العدوان الصهيوني على أهلنا في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة متواصل حتى اللحظة (الجمعة 24 نوفمبر/تشرين ثاني الحالي)، وهو ابتدأ منذ ما يقارب الشهرين. وذكرت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان صحفي (قبل يومين)، أن 94 فلسطينيا استشهدوا (حتى تلك اللحظة)، بينهم أطفال وأمهات، في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة، منذ بداية الانتفاضة. لولا الضوء الأخضر الأمريكي لما جرأت «إسرائيل» على القيام بكل هذه الجرائم الفاشية. المشابهة تماما لما اقترفته حليفتها الاستراتيجة تجاه سكان أمريكا الأصليين من الهنود الحمر.لما جرأ الكيان على اقتراف مذابحه بحق شعبنا وأمتنا. إن ورقة الضمانات الاستراتيجية الأمريكية للكيان عام 2004 تؤكد ذلك، كما تاريخ العلاقة بين الطرفين، من خلال تسابق مرشحي الرئاسة والرؤساء الأمريكيين الفائزين في كسب الرضا الصهيوني واللوبي الممثل له في أمريكا. لذا فإن ما تقترفه إسرائيل من جرائم سيُفسّر أمريكيا «بأنه دفاع عن النفس». وأن الفلسطينيين. المحتلة أرضهم والذين يدافعون عن حقوقهم في الحياة.حتى لو قاموا برشق دبابات الاحتلال وقطعان مستوطنيه ومستعربيه. بالحجارة سيتهمون بـ «الإرهاب»! يدرك زعيم الليكود وائتلافه الحكومي أن حليفته الاستراتيجية ستدافع عن جرائمه في مجلس الأمن وكل المحافل الدولية والقانونية. والأخرى... تلك الهيئات المتعلقة بحقوق الإنسان. وأن أمريكا ستحميه من أي قرار إدانة لمذابحة بحق شعبنا.ليس من الصعب على المراقب استشراف أهداف جولة كيري لإجهاض الانتفاضة. من زاوية أخرى. فإن نتنياهو دعا عباس إلى لقاء بينهما دون شروط مسبقة. كيري سيمارس ضغطا على الرئيس عباس من أجل الاجتماع برئيس الوزراء الصهيوني. الاجتماع الذي سيمتص. انكشاف الجرائم الصهيونية أمام الرأي العام الشعبي على المستوى الدولي. وسيخفف من انعكاسات حدة كثافة الإجرام الصهيوني والقتل العمد للفلسطينيين. حتى لأولئك الأطفال الذاهبين إلى بيوتهم. والذين قد يشُك (مجرد شك) الجنود الصهاينة في نواياهم. فيقومون بإطلاق الرصاص على الأماكن القاتلة في أجسادهم (منطقتي القلب والرأس)! كيري لا يرى هذا المشهد بكامله! هو يوازي بين المغتصب للأرض والمزنّر باحدث أنواع الأسلحة والمحتلة أرضه من الفلسطينيين العُزّل إلا من الإرادة والحجر والسكين!؟ وبين الجلاد القاتل السوبر فاشي الصهيوني! هل يُعقل هذا؟ما نقوله هو حقائق يعرفها القاصي والداني. فالعلاقات الأمريكية «الإسرائيلية» على درجة من التحالف الاستراتيجي الذي يقع خارج إطار الدخول في مرحلة تناقض.