13 سبتمبر 2025

تسجيل

كُتاب وكاتبات

26 نوفمبر 2013

لقد فتحنا أعيننا ونصب آذاننا على العديد من القيم الأخلاقية والتربوية والفكرية والثقافية على أيادى كوكبة من المعلمين والمعلمات والأساتذة الأفاضل فى كل المراحل التعليمية المتعددة، ابتداء من المرحلة الابتدائية إلى ما بعد الجامعية على أن نهضة أى أمة لن تبدأ ولن ترتقى إلا بارتقاء مفكريها وأدبائها ومعلميها.. وذلك لما لهم من دور كبير فى غرس العديد من القيم التربوية والفكرية فى كل فئات المجتمع بكل شرائحه المختلفة وخاصة ابتداء من الأجيال الشابة لما لها من دور فعال وقوى فى النهوض بأى دولة فى العالم.. وذلك من خلال المؤثرات التى تتلقاها هذه الأجيال من خلال الاحتكاك المباشر المرئى وغير المرئي.. وربما من أقوى المؤثرات التى تؤثر عليهم وعلى جميع أفراد المجتمع من جانب آخر والذى يطرح كافة القضايا المختلفة التى تمس مصير أمة؛ هم الكتاب والمفكرين من خلال القلم وطرح ومعالجة المشكلات، التى تلقى الضوء على كل مايتعلق بأمور الوطن والمواطن من الداخل والخارج، سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو ثقافية الايجابى منها والسلبى، وبالفعل لعبت هذه الأقلام من خلال ابداعاتهم دورا كبيرا فى مساندة كبار المسؤولين بالدولة فى كيفية وضع العديد من الخطط والاستراتيجيات التى فى صالح العديد من الجهات الحكومية المختلفة، وتغيرت بأقلامهم العديد من القرارت الفاشلة التى سببت الضرر للعديد من المواطنين، فكل ماتم ذكره من مقدمات بسيطة هو ما تم نشأتنا عليه من وعى ايجابى تجاه الدور الحقيقى والبناء الذى يقوم به الُكتاب والمفكرون بالدولة.. ولكن مايحدث هذه الأيام على الساحة الاعلامية فى ظل الأحداث والمتغيرات السياسية والاقتصادية والثقافية يثير حجم الغضب بداخل كل من يتصفح الجرائد والمواقع الاجتماعية، والأدوار التى تغيرت لبعض الكتاب من تدنى الأسلوب وركوب قطار الهجوم على الأفراد والجهات الحكومية والذى يحمل بث الحرب الشرسة على أفراد بأعينهم، إذا كانت هناك عداوة شخصية أو مصالح خاصة، فيستخدم القلم أفضل طريقة لهدمه وهدم الجهة التى يعمل بها باستخدام أسلوب الاثارة وابراز كل نقاط الضعف أمام المجتمع والمسؤولين بهدف التدمير، وأصبحت وسائل الاعلام واضحة بقوتها فى كيفية استخدام العديد من مفردات الكلمات التى تثير غضب الشارع العربى بشكل عام، ومن جانب آخر تجميل جهة حكومية بالخدمات أو البرامج التى تقدمها وهى عكس ذلك، أو النقد المُبهم من بعض الكُتاب وعلى سبيل المثال فاليوم كان يبث هجوم شرس على احدى الجهات الحكومية ومتحامل عليهم وتجده بعد فترة فى مقالات أخرى يمدح ماتقدمه هذه الجهة، فأين المصداقية واحترام عقول القراء بكل مراحلهم العمرية من خلال متابعة مقالاته الأسبوعية أو كتاباته ومناقشاته بالمواقع الاجتماعية من خلال الطرح والمناقشة.. ولايعلم أنه يكتب وينسى مايكتبه ويندد به ولكن القارئ والمتابع له ماينسى هجومه أو مدحه للقضايا التى يطرحها، والضحية هنا فهو القارئ لأنه أولا فقد المصداقية فى الأشخاص والأفراد وفى كل ما صار يكتب وأصبح يميز من خلال المتابعة مصداقية الكاتب أو الاستهزاء بعقول القراء. وثانيا أصبح الكثير من القراء يرددون جملا متعددة وأهمها أن أغلب الكتابات التى يتم طرحها فى الكشف عن العديد من القضايا والمشاكل نحن نعلمها علما جيدا ولكن لم نجد سوى القليل من الكُتاب الذى يطرح لنا المشكله وطرق التغلب عليها حتى نتفادى مانمر به من هموم المواطن والوطن، ومنهم من أصبح لايقرأ الجريدة من أساسه وحينما تسأل ماهى الأسباب يقال لك هذا الكاتب لايحمل أى مصداقية فى كلامه أو هذا الكاتب يعرفه تمام المعرفة فهو لايملك فكرا ولاثقافة ولايعرف يكتب سوى اسمه فقط، وأعرفه معرفة شخصية وأن ما يكتبه فى الجرائد ليس من صنع قلمه ولكن من صنع صحفى قام بالكتابة له وحتى يقال عنه أنه كاتب فى المجتمع وفى السيرة الذاتية له، فهذا نموذج لحال بعض الكُتاب الآن فى الوقت الراهن مما أساء للصورة الراسخة فى عقول القراء. ولكن لانستطيع أن ننكر أن هناك نماذج رائعة من الكُتاب والكاتبات الذين أثروا المكتبة الفكرية لدينا والوعى الثقافى لدى المجتمع والأمة العربية، ولكن مانأمل الوصول إليه الأيام القادمة أن نعلم أننا مسؤولون أمام الله أولا عما نقوم بطرحه وكتابته فى كل قول وعمل وفعل وقلم يمس قضايا مجتمع بأكمله.. ونحن لانرفض النقد بشكل عام ولكن نأمل أن يكون النقد الموجه ايجابى هدفه الصالح العام وليس الخاص، وبمثل ما نتفنن فى طرح القضايا بشكل تفصيلى، نعرض بالمثل الحلول والايجابيات التى تثمر بناء المجتمع أكثر من هدمه، ويكون وسيلة هادفة كما كان فى الماضى يكون فى الوقت الحاضر، وذلك لما لوسائل الاعلام من أثر قوى في تغيير العقول لدى المجتمع ونحن قادرون على ذلك..