14 سبتمبر 2025
تسجيلتفضل حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، فشمل برعايته الكريمة افتتاح دور الانعقاد العادي الثالث من الفصل التشريعي الأول، الموافق لدور الانعقاد السنوي الثاني والخمسين لمجلس الشورى. تبقى كلمات وخطابات سمو الأمير المفدى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني دائماً حاضرة بمعناها ومفرداتها ومضمونها وما هو معلن وما بين السطور من مقاصد تصل وتفهم. فكلمات القادة مؤثرة ومسموعة ومقروءة، كلمات تجد لها التأثير والأثر، خاصة إذا كانت كلمات ترافقها أفعال ومواقف وتحركات ولا تكون كلمات إنشائية تسجل تاريخياً بأنها كلمة دون أي نتائج إيجابية ودون وقع الرصاص على المقصود منها. مقدمة خطاب سموه حفظه الله انطلقت من شأن عالمي عربي مسلم، الذي من المفروض أن يكون القضية الأولى والرئيسية للعرب والعالم قضية فلسطين المحتلة والمغتصب أرضها من عدو غاشم.. وقضية أهل غزة. لا يجوز السكوت ووضع المتفرج الصامت دون إنكار ودون كلمة حق للعدو الغاشم وعبثيته وهمجيته ولا إنسانية التي يمارسها علانية!.. سمو الأمير: «لا يجوز السكوت عن القصف الهمجي غير الـمسبوق الذي يتعرض له الـمدنيون في قطاع غزة، أحد أكثر الـمناطق اكتظاظاً بالسكان في العالم، ولا تجاهل الأعداد الـمهولة من ضحاياه الأبرياء من الأطفال والنساء». لا نستوعب معنى السلام مع عدو واضح وصريح الذي يستغل مفهوم السلام لتمرير أجندات تخدم مصلحته واستمراريته وشعبه الدخيل والمفروض وجوده كزرع خبيث وشام في المنطقة! إلا أن القرارات الشرعية والدولية والمبادرات العربية تهدف في المقام الأول لحفظ الحقوق وحماية المستضعفين من المدنيين وتحديدا الأطفال والنساء. إلا أن الواقع المشاهد للعالم خطير جدا. سمو الأمير: «ولكننا لا نقبل الكيل بـمكيالين، ولا التصرف وكأن حياة الأطفال الفلسطينيين لا تحسب، وكأنهم بلا وجوه ولا أسماء»، ما يجري خطير للغاية، بـما في ذلك الدوس على جميع القيم والأعراف والشرائع الدينية والدنيوية، وليس على القانون الدولي فحسب، والتصريح الإسرائيلي العلني بالنوايا غير الشرعية مثل التهجير وغيره». سمو الأمير: «نحن نقول كفى. لا يجوز أن تـمنح إسرائيل ضوءاً أخضر غير مشروط وإجازةً غير مقيدة بالقتل، ولا يجوز استمرار تجاهل واقع الاحتلال والحصار والاستيطان». من حروف «كفى» نشتق كلمات «فك» القيود عن شعب مظلوم ومقهور.. وفك القيود عن كلمة حق من قادة عرب ومسلمين وعالم يخشون على مصالحهم ومقاعدهم من أن تتحرك بعيداً عنهم! وعفواً.. «كف» صريح على وجوه غاب منها دم الحياء وغابت عنها شهامة الرجال في مواقف حق لا يخشون فيها إلا الله، ولا يخشون فيها لومة لائم ولا تهديدا مبطنا أو علنيا، « كفى» لإيقاظ تلك القلوب الميتة وتلك العقول المغيبة.. كفى للعبث والتطبيع وكفى لجعل الأعداء من الصهاينة لهم مكان بيننا وحضور وعناق ومصافحة وكأنهم أبناء ملتنا؛ وهم من أكثر الشعوب عداوة وكرها بما يظهرونه من دعوة سلام وحقيقتهم دعوة لغدر وضرب بالسكين بالظهر! سمو الأمير: «ولا يفترض أن يسمح في عصرنا باستخدام قطع الـماء ومنع الدواء والغذاء أسلحةً ضد شعب بأسره»، أين هي أهداف التنمية المستدامة التي يتغنى بها العالم والأمم المتحدة لمحاربة الحروب وأشكال القمع والتهجير؟ أين هي الأهداف لمحاربة الفقر والاهتمام بالصحة والتعليم والأطفال؟.. أين هي أهداف التنمية المستدامة في توفير المياه والكهرباء وجعلها من حقوق الشعوب وأين هي الأهداف الـ 17 التي ينادون بها ويعقدون الاجتماعات واللقاءات بل يقيمون تقدم الدول وتصنيفها وما حققته من أهداف قبل عام 2030 كدول متقدمة أو دول نامية أو نائمة؟. ألا نجد أن الأمم المتحدة بازدواجيتها وعنصريتها تقف صامتة! حتى وإن عقدت اجتماعات واستمعنا لكلمات وخطابات الممثلين لدول العالم إلا أنهم يعدون أبواقا مكررة لدولهم وحكوماتهم وسياساتهم وتوجههم ولا يجدون من يقول لهم بقوة « كفى». سمو الأمير: «ماذا بعد هذه الحرب؟ هل ستجلب الأمن والاستقرار للإسرائيليين والفلسطينيين؟ وأين سيذهب الفلسطينيون بعدها؟ الشعب الفلسطيني باق، وكذلك معاناته في ظل الاحتلال والحصار والـمصادرة والاستيطان»، أهل فلسطين وأهل غزة لن يتمكن العدو من إبادتهم ومن تهجيرهم ومن طردهم من أرضهم هم باقون وصامدون. آخر جرة قلم: سمو الأمير: «وسوف تنشأ أجيال من الأطفال الذين مروا بهذه التجربة الـمروعة، بـما فيها صمت الـمجتمع الدولي على قتل إخوتهم وأترابهم». أكبر وأجمل ما يقدمه العدو بهجومه وصواريخه الجبانة.. أنه يترك تاريخا حقيقيا، ويترك قوة باقية لأجيال قادمة من الأطفال تستمر في الدفاع ونبذ الخوف في استمرار المقاومة ورفض أجندات عدو والعالم في أن يتخلوا عن أرضهم. أكبر إرث حقيقي ومعنوي وقيمي يتم توارثه للأجيال في فلسطين وفي غزة تحديدا هو الكرامة والعزة والإيمان الحقيقي الذي يسري في عروقهم بقضيتهم، أكبر إنجاز وحقيقة أنهم نسوا الخوف ولم يعد له مكان بينهم، يقدمون الغالي والثمين من الأعمار والأبناء والأنفس ومن الأموال تحريرا لأرضهم ودفاعا عن مقدسات المسلمين.. يحاول العدو إبادة النساء الولادة والأطفال.. إلا أن مشيئة الله أن يبقوا وتستمر المقاومة إلى النصر القريب بإذن الله.