26 سبتمبر 2025
تسجيلأعتقد أنه بات من الضروري، على المنهج التعليمي الذي تقوده الدولة وغيرها من مؤسسات التعليم الأخرى أن يتغير بشكل يسمح للعصر أن يمر من خلاله، تعظيم دور الشهادات في عصر أصبح للتجربة والمهنية والتمرس الدور الحاسم، تعاظم دور من يحمل الشهادات أودى بالكفاءة، لسهولة الحصول عليها وتزييفها، كل فرد من المجتمع على الأقل يعرف شخصاً يحمل شهادة مزورة ويعتلي بها المناصب اغتصاباً على حساب المجتمع، حتى إن هناك أطباء يتم اكتشاف تزويرهم لشهاداتهم وهم يمارسون أعظم المهن إنسانية في كثير من دول العالم الثالث فما بالك بالشهادات الأخرى والعدد يتزايد، نظام التعليم السابق كان نظام شهادات، نظام شمولي ظالم للمواهب والكفاءات، خليط عجيب من المواد يُخرج طالبا يعرف كل شيء ولا يجيد أي شيء مما تعلمه. لم يعد العالم اليوم يعتمد على المدرسة التقليدية، ولا على أساليب التعليم التقليدية، بل إن هناك اتجاهاً لإنهاء دور الجامعات بشكلها الحالي، ثورة المعلومات والاتصالات، أنتجت جامعات من نوع آخر ومثقفاً من نوع آخر كذلك، التاريخ يعيد تشكيل نفسه من خلال دورة تاريخية جديدة، علينا الاندماج فيها وإعادة التفكير في مناهجنا التعليمية التي تعطى الاولوية للشهادة بعد أن ولجت عصر الابتذال، أجزم أن عدد حملة الدكتوراه في مجتمعاتنا العربية أكثر من عدد حامليها في اليابان أو فنلندا أو السويد، لكننا نزداد بكثرتهم تخلفاً بينما تزداد تلك الدول بقلتهم تقدماً. إنها إشكالية وعي في المعنى أولاً وثروات تهدر في المبنى ثانياً أيها السادة.