10 سبتمبر 2025
تسجيللماذا باتت تركيا الكلمة الأصعب في الأحداث التي نشهدها اليوم؟ ولم أصبحت كلمة السر في حل الكثير من هذه الأحداث أيضاً؟ في ليبيا ورغم التناحر والحرب التي أعقبت سقوط القذافي وقتله والتخلص من حكمه الذي امتد لأربعين عاماً ضمن ثورات الربيع العربي، التي جرت رياحها على بعض الدول، فنجحت ثورة تونس، بينما كانت توابع بعض الثورات مؤسفة ودموية كما هو الحال في مصر وسوريا واليمن، ومع هذا لم يسلط الضوء على ليبيا وهي البلد العربي الأفريقي مثلما حاصل اليوم بعد أن مكنت تركيا قوات الوفاق الوطني الحاكم والمعترف به دولياً من حماية العاصمة طرابلس واسترجاع الكثير من القواعد العسكرية التي كانت بحوزة المتمرد حفتر المدعوم إماراتياً، ولذا كان لهذه المساعدة التركية والتدخل التركي المشروع في أحداث ليبيا الأثر الأكبر في التحرك المصري ضده، وعليه صدر قرار للجامعة العربية بإدانة التدخل التركي بإيعاز من مصر والإمارات التي تقف أنقرة ضد أطماعهما الواضحة والظاهرة في ليبيا، وما كان لبلبلة هذه الدولة أن تخرج للعلن لولا اسم تركيا الذي يمثل اليوم قصة رعب لبعض الكيانات والدول مثل الإمارات ومصر، ومن المؤكد فرنسا التي تظهر أياديها واضحة في شتات ليبيا ودعم حفتر. وعطفاً على أحداث ليبيا كان لأزمة شرق المتوسط أن تخرج هي الأخرى للبيان والرأي العام وكان اسم تركيا متصدراً المشهد كالعادة، ذلك أن اليونان حاولت العبث معها فدخلت مع القاهرة في اتفاق ترسيم الحدود البحرية نكاية بأنقرة التي لم تعترف بهذه الاتفاقية التي سعت لها مصر لضرب تركيا، بينما مدت أبوظبي أياديها الخبيثة لمعاونة اليونان بما تحتاجه لإدخالها حرباً مع أنقرة وإثارة قواتها البحرية، وبالفعل حدثت بينهما مناوشات كانت تركيا تتمسك بلغة العقل حتى آخر لحظة ولم تنجرف لتصريحات الرئيس الفرنسي الذي حاول مراراً استفزاز أنقرة واعتبار رئيسها رجب طيب أردوغان بأنه يحاول أن يمارس الوصاية على أوروبا المستسلمة لأطماعه حسب قوله، لكن أردوغان كان يفهم لعبة فرنسا التي تحاول استثارة الرأي الأوروبي ضده، ولذا سحب اليونان للجلوس على طاولة الحوار ورغم الاتهامات اليونانية بتقويض أنقرة لهذه اللغة العقلانية إلا أن الأخيرة لا تزال متمسكة بلغة العقل في هذا الشأن ولم تعط لفرنسا الفرصة للاستئثار بالبطولة كاملة كما حاول ماكرون أن يفعل بإثارة عدد من الدول الأوروبية ضد تركيا ورئيسها أردوغان تحديدا، ولذا فإن المعركة التي تخوضها تركيا عادة ما تكون ضد فرنسا والإمارات تحديداً. ولا يخفى طبعاً أن حصار قطر ووقفة تركيا الأخوية مع الدوحة كان له بالغ الأثر في معاداة دول الحصار لها والدعوات المتتالية لمقاطعة المنتجات التركية من الأسواق في محاولة لضرب الاقتصاد التركي في خطط مشابهة لما كانوا يحلمون بتحقيقه ضد قطر ولكن دون حصار بري وبحري وجوي كالذي يمارسونه على قطر، ولكن بأسلوب أخطر من هذا ورغم كل هذه الحرب تقف تركيا شامخة لتعلن في كل لحظة عن إنجازاتها الاقتصادية والعسكرية، واليوم تفاجئ العالم بإنشاء وكالة دولة تركية للفضاء ليقف الجميع احتراماً وربما غيظاً ممزوجاً بالغل لدولة تصفع الجميع ولكنها صفعات ناعمة لا تدغدغ بقدر ما تترك أثراً دائماً. واليوم يتمادى ماكرون في إساءاته البالغة ضد المسلمين بالإساءة لرسولنا الكريم ليبحث الجميع عن سبب هذا التطرف المفاجئ وتلك العنصرية البالغة ضد المسلمين ليعتقدوا أن ذبح ذاك المعلم الفرنسي على يد أحد تلامذته المسلمين سبب، ولكن صدقوني لولا ضرب أردوغان لفرنسا المتوالي وانتقادها وإيقافها عند حدودها ومنعها من حشر أنفها في أمور تركيا لما كان هذا الصياح الفرنسي يمتد حتى أعظم رمز إسلامي لنا وهو في شخص سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، ومع هذا لا يبدو الرئيس التركي متساهلاً مع ماكرون وهو الرئيس المسلم الوحيد الذي عبر عن أمنيته في أن يدخل ماكرون مصحة نفسية ليعالج الجنون الذي يدفعه لكراهية الإسلام بهذا الشكل!. ألم أقل لكم إن اسم تركيا صعب وصعب جداً اليوم.. عفارم تركيا. [email protected] @ebtesam777